صفحة جزء
[ ص: 664 ] محمد بن سعد

ابن منيع ، الحافظ العلامة الحجة أبو عبد الله البغدادي ، كاتب الواقدي ، ومصنف " الطبقات الكبير " في بضعة عشر مجلدا و " الطبقات الصغير " وغير ذلك .

ولد بعد الستين ومائة ، فقيل : مولده في سنة ثمان وستين .

وطلب العلم في صباه ، ولحق الكبار .

سمع من : هشيم بن بشير ، وابن عيينة ، وأبي معاوية ، وابن أبي فديك ، ووكيع ، وأنس بن عياض الليثي ، وعبد الله بن نمير ، والوليد بن مسلم ، وزيد بن يحيى بن عبيد ، وإسماعيل ابن علية ، ومحمد بن مصعب [ ص: 665 ] القرقساني ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وعمر بن سعيد الدمشقي ، وأبي مسهر ، وعفان ، وخلق ، حتى إنه ينزل إلى ابن المديني ، وأبي خيثمة ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وإسماعيل بن عبد الله السكري .

وكان من أوعية العلم ، ومن نظر في " الطبقات " خضع لعلمه .

حدث عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، والحارث بن أبي أسامة ، والحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم ، وأحمد بن يحيى البلاذري ، وأبو القاسم البغوي .

قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن ابن سعد ، فقال : صدوق ، رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه .

قال ابن سعد في ذكر البدريين : حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن معمر ، عن أيوب ، عن محمد ، قال : لما احتضر أبو طالب ، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا ابن أخي ، إذا أنا مت ، فائت أخوالك من بني النجار ، فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم .

سليمان بن إسحاق بن الخليل : سمعت إبراهيم الحربي يقول : كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل إلى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما . قال إبراهيم : ولو ذهب سمعهما ، كان خيرا له .

الحسين بن فهم : كنت عند مصعب الزبيري ، فمر بنا ابن معين ، [ ص: 666 ] فقال مصعب : يا أبا زكريا ، حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا ، وذكر حديثا ، فقال له يحيى : كذب . رواها الخطيب ثم قال : محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة ، وحديثه يدل على صدقه ، فإنه يتحرى في كثير من رواياته ، ولعل مصعبا ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقدي ، فنسبه إلى الكذب .

قال ابن فهم : محمد بن سعد صاحب الواقدي ، هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، توفي ببغداد في يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة ، سنة ثلاثين ومائتين وهو ابن اثنتين وستين سنة قال : وكان كثير العلم ، كثير الحديث والرواية ، كثير الكتب ، كتب الحديث والفقه والغريب .

أخبرنا أبو جعفر بن الموازيني ، أخبرنا أبو سليمان عبد الرحمن بن عبد الغني المقدسي سنة اثنتين وعشرين ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق ، أخبرنا أبو طالب اليوسفي ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدثنا الحارث بن محمد التميمي ، حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن الضحاك بن عثمان ، عن يحيى بن سعيد ، أو عن شريك بن أبي نمر ، عن أنس بن مالك قال : ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز .

قال الضحاك : فكنت أصلي وراءه ، فيطيل الأوليين من الظهر ، ويخف الأخريين ، ويخف العصر ، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل ، ويقرأ [ ص: 667 ] في الصبح بطوال المفصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية