صفحة جزء
[ ص: 136 ] سليمان بن بنت شرحبيل ( خ ، 4 )

هو الإمام العالم الحافظ محدث دمشق ، أبو أيوب بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون بن عبد الله التميمي الدمشقي ، وجده هو شرحبيل بن مسلم الخولاني المحدث التابعي الحمصي شيخ إسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، كان من فرسان الحديث .

حدث عن : إسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، وبقية بن الوليد ، وعيسى بن يونس ، ومسلمة بن علي ، ويحيى بن حمزة ، والوليد بن مسلم ، وبشر بن عوف ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وسعدان بن يحيى ، وسويد بن عبد العزيز ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال ، وعبد الملك بن محمد الصنعاني ، وعمر بن عبد الواحد النصري ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن أبي مالك ، ومحمد بن حمير ، ومعروف الخياط مولى واثلة بن الأسقع ، وخلق كثير ، وينزل إلى أن يروي عن الحافظ معاوية بن صالح الأشعري وهو تلميذه .

حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمود بن خالد ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، وأبو إسحاق الجوزجاني ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي ، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي ، وأحمد بن الحسن الترمذي ، وأحمد بن محمد بن أخي هشام بن عمار ، وأحمد بن المعلى القاضي ، وأبو قصي إسماعيل بن محمد العذري ، وإسماعيل بن [ ص: 137 ] محمد بن قيراط ، وبدر بن الهيثم الدمشقي ، وجعفر الفريابي ، وعبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي ، وأبوا زرعة وعثمان بن خرزاذ ، وعمرو بن أبي زرعة الدمشقي ، ومحمد بن إسحاق بن الحريص ، ومحمد بن إبراهيم بن سميع ، وخلق كثير .

قال يحيى بن معين : ليس به بأس ، وهشام بن عمار أكيس منه . رواه أبو حاتم عنه . ثم قال أبو حاتم : سليمان صدوق ، مستقيم الحديث . ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين ، وكان عندي في حد لو أن رجلا وضع له حديثا لم يفهم ، وكان لا يميز .

أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، سمعت يحيى بن معين : يقول : هشام بن عمار كيس . ثم قال أبو داود : وأبو أيوب - يعني : سليمان بن بنت شرحبيل - خير من هشام ، حدث هشام بأرجح من أربعمائة حديث ، ليس لها أصل مسندة كلها ، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشاما ، ويقول هشام ، حدثني ، قد روي ، فلا أبالي من حمل الخطأ .

وقال أبو داود أيضا : سليمان ثقة يخطئ كما يخطئ الناس . قيل له : أحجة هو ؟ قال : الحجة أحمد بن حنبل .

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ثقة إذا روى عن المعروفين .

وقال يعقوب الفسوي : كان صحيح الكتاب إلا أنه كان يحول ، فإن [ ص: 138 ] وقع فيه شيء ، فمن النقل ، وسليمان ثقة .

وقال صالح جزرة : لا بأس به ، ولكنه يحدث عن الضعفى .

وقال النسائي : صدوق .

وقال ابن حبان : يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات ، فإذا روى عن المجاهيل ، ففيها مناكير .

قال الحاكم : قلت للدارقطني : سليمان بن عبد الرحمن ؟ قال : ثقة . قلت : أليس عنده مناكير ؟ قال : حدث بها عن ضعفاء ، فأما هو فثقة . وذكره أبو زرعة النصري في أهل الفتوى بدمشق . وقال أيضا : سليمان بن عبد الرحمن فقيه أهل دمشق .

قال الحافظ أحمد بن جوصا : سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول : كنا عند سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، فلم يأذن للناس ثلاثة أيام ، فلما دخلنا عليه ، واستزدناه ، قال : بلغني ورود هذا الغلام الرازي ، يعني : أبا زرعة ، فدرست للالتقاء به ثلاثمائة ألف حديث .

قلت : هو في نفسه صدوق ، لكنه لهج برواية الغرائب عن المجاهيل والضعفاء . وله في كتاب أبي عيسى الترمذي حديث الدعاء لحفظ القرآن يرويه عن الوليد بن مسلم قال : حدثنا ابن جريح ، والحديث شبه موضوع . [ ص: 139 ] وقد روى البخاري أيضا عن عبد الله عنه ، وعبد الله هذا هو عندي عبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي ، فإن البخاري نزل عنده مدة ، ونظر في كتبه ، وعلق عنه أماكن في كتاب " الضعفاء " الكبير له . وقد وقع لي من عالي حديث سليمان بن عبد الرحمن .

قال أبو زرعة الدمشقي وجماعة : مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين . زاد ابن دحيم ، فقال : في يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر .

قال أبو زرعة : وشهدته ، وصلى عليه مالك بن طوق ، يعني : الأمير الذي بنى مدينة الرحبة . وقال أبو سليمان بن زبر : مات وهو ابن ثمانين سنة . أما : سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن [ طلحة ] بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي التمار ، فيروي عن أبيه ، يكنى أبا داود ، وحدث عنه أبو داود ، وأبو زرعة ، وابن أبي عاصم ، توفي سنة 252 .

أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن الفراء ، حدثنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا أبو الفتح بن البطي ، أخبرنا أبو الحسن بن أيوب [ ص: 140 ] البزاز ، أخبرنا أبو علي بن شاذان ، حدثنا أبو سهل بن زياد ، أخبرنا محمد بن إسماعيل السلمي ، أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن ، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن عطاء بن أبي رباح : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : يا أيها الناس ، اتقوا الله ، ولا تحملنكم العسرة على أن تطلبوا الرزق من غير حله ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : اللهم احشرني في زمرة المساكين ، ولا تحشرني في زمرة الأغنياء . فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة غريب جدا . وخالد دمشقي ، ضعفه يحيى بن معين .

التالي السابق


الخدمات العلمية