صفحة جزء
قال الخلال : حدثني أحمد بن محمد بن محمود ، قال : كنت في البحر مقبلا من ناحية السند في الليل ، فإذا هاتف يقول : مات العبد الصالح ، فقلت لبعض من معنا : من هذا ؟ قال : هذا من صالحي الجن . ومات أحمد تلك الليلة .

قال الخلال : وسمعت إبراهيم الحربي ، يقول : قال علي بن الجهم : لما قدمت من عمان ، أرسينا إلى جزيرة ، وقوم جاءوا من العراق ، إنما نستعذب الماء . قال : فسمعت صيحة وتكبيرا وصياحا .

قال : قلت : ما هذا ؟ قال : فقال : قد مات خير البغداديين ، يعنون : عالمهم أحمد بن حنبل .

الخلال : حدثنا محمد بن العباس ، سمعت عبيد بن شريك ، يقول : مات مخنث ، فرئي في النوم ، فقال : قد غفر لي ، دفن عندنا أحمد بن حنبل ، فغفر لأهل القبور . [ ص: 354 ] الخلال : أخبرني علي بن إبراهيم بالرقة ، حدثنا نصر بن عبد الملك السنجاري ، حدثنا الأثرم ، سمعت أبا محمد فوران ، يقول : رأى إنسان رؤيا ، قال : رأيت أحمد بن حنبل ، فقلت : إلى ما صرت ؟ قال : أنا مع العشرة . قلت : أنت عاشر القوم ، قال : لا . أنا حادي عشر .

الخلال : حدثنا عبد الله بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن يعقوب الوزان ، حدثنا الحسين بن علي الأذرمي ، حدثنا بندار بن بشار ، قال : رأيت سفيان الثوري ، فقلت : إلى ما صرت ؟ قال : إلى أكثر مما أملت .

فقلت : ما هذا في كمك ؟ قال : در وياقوت ، قدمت علينا روح أحمد بن حنبل ، فأمر الله أن ينثر عليه ذلك ، فهذا نصيبي .

الخلال : حدثنا محمد بن حصن ، قال : بلغني أن أحمد بن حنبل لما مات فوصل الخبر إلى " الشاش " ، سعى بعضهم إلى بعض ، فقال : قوموا حتى نصلي على أحمد بن حنبل كما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على النجاشي . فخرجوا إلى المصلى ، فصفوا ، فصلوا عليه . [ ص: 355 ]

الرواية عنه :

قرأت على أبي العباس أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي ، مفتي ، دمشق وخطيبها ، عن الإمام أبي حفص عمر بن محمد السهروردي ، ثم قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ ، قال : أخبرنا عمر بن محمد في سنة عشرين وستمائة ، أخبرنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد الشبلي ( ح ) وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي بالإسكندرية ، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر ، أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد ، قالا : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أحمد بن محمد .

ابن حنبل بن هلال بن أسد أبو عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا يحيى بن ، سعيد ، عن شعبة ، قال : أخبرني أبو جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم بالإيمان بالله - عز وجل - قال : تدرون ما الإيمان بالله ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا الخمس من المغنم متفق عليه ، وأخرجه أبو داود عن أحمد . [ ص: 356 ] قرأت على الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل النابلسي بمسجده ، وقرأت بدمشق على يوسف بن أحمد بن عالية الحجار ، قالا : أخبرنا أبو نصر موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشر وستمائة ، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ، أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، وعبيد الله القواريري ، قالا : حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا نبي الله ، إني شيخ كبير يشق علي القيام ، فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر ، فقال : عليك بالسابعة لفظ أحمد بن حنبل . قال عبد الله البغوي : ولا أعلم روى هذا الحديث بهذا الإسناد غير معاذ .

أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي عمر في كتابه ، أخبرنا حنبل [ ص: 357 ] بن عبد الله ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن علي الواعظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا سفيان ، عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش الرزقي ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا أخرجه النسائي عن عبد الله فوافقناه بعلو درجتين .

من الطهارة للخلال

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : رأيت أبي إذا بال له مواضع يمسح بها ذكره ، وينتره مرارا كثيرة ، ورأيته إذا بال ، استبرأ استبراء شديدا .

حدثني محمد بن أبي هارون ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم : رأيت أبا عبد الله إذا بال ، يشد على فرجه خرقة قبل أن يتوضأ .

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال أبي : إذا كانت تعاهده الأبردة ، فإنه يسبغ الوضوء ، ثم ينتضح ، ولا يلتفت إلى شيء يظن أنه خرج منه ، فإنه يذهب عنه ، إن شاء الله .

حدثني جماعة ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : رأيت أبا عبد الله إذا خرج من الخلاء ، تردد في الدار ، ويقعد قعدة قبل أن يتوضأ ، فظننت أنه يريد بذلك الاستبراء . [ ص: 358 ] وقلت لأبي عبد الله : إني أجد بلة بعد الوضوء ، فقال : ضع يدك في سفلتك ، واسلت ما ثم حتى ينزل ، وتتردد قليلا ، واله عنه ، ولا تجعل ذلك من همك ; فإن ذلك من الشيطان يوسوس .

حدثني منصور بن الوليد ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد ، سمعت أبا عبد الله ، يقول - يعني : الذي يبول : إذا نتره ثلاث مرات ، أرجو أنه يجزئه .

قال : وسألت إسحاق بن راهويه عن الاستبراء وهو قاعد ، فرأى أن الاستبراء كذلك ، وذهب إلى ثلاث مرات ، ولم يذهب إلى المشي .

التالي السابق


الخدمات العلمية