صفحة جزء
[ ص: 515 ] دحيم ( خ ، د ، س )

القاضي الإمام الفقيه الحافظ ، محدث الشام ، أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون الدمشقي ، قاضي مدينة طبرية قاعدة الأردن ، وأما اليوم ، فأم الأردن بلد صفد .

ولد في شوال سنة سبعين ومائة قاله ابنه عمرو .

حدث عن : سفيان بن عيينة ، ومروان بن معاوية ، والوليد بن مسلم ، وسويد بن عبد العزيز ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، ومحمد بن شعيب ، وعمر بن عبد الواحد ، وشعيب بن إسحاق ، وأبي ضمرة أنس بن عياض ، وعمرو بن أبي سلمة ، وأبي مسهر ، وخلق كثير بالحجاز والشام ، ومصر والكوفة ، والبصرة ، وعني بهذا الشأن ، وفاق الأقران ، وجمع وصنف ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل . [ ص: 516 ]

حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، والقزويني ، وأبو محمد الدارمي ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان ، وأبو زرعة الدمشقي ، وبقي بن مخلد ، وإبراهيم الحربي ، وأحمد بن المعلى ، وولداه عمرو وإبراهيم ابنا دحيم ، ومحمد بن محمد الباغندي ، وأحمد بن أيوب والد الطبراني ، وزكريا خياط السنة ، ومحمد بن خريم العقيلي ، وابن قتيبة العسقلاني ، وعبد الوهاب بن عتاب الزفتي ، وجعفر الفريابي ، ومحمد بن بشر بن مامويه ، وخلق كثير .

قال ابن أبي حاتم : كان يعرف بدحيم اليتيم ، فسمعت أبي ، يقول : كان دحيم يميز ويضبط ، وهو ثقة .

وقال النسائي : ثقة مأمون .

وقال أبو أحمد الحاكم : ولي دحيم قضاء الرملة زمانا .

روى عنه محمد بن يحيى الذهلي ، والحسن بن شبيب المعمري .

وقال أبو بكر الخطيب : حدث ببغداد قديما . فروى عنه من أهلها الحسن الزعفراني ، والرمادي ، وحنبل ، وعباس الدوري ، وإبراهيم الحربي . وكان ينتحل مذهب الأوزاعي .

قال عبدان : سمعت الحسن بن علي بن بحر ، يقول : قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين ، فرأيت أبي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وخلف بن سالم بين يديه كالصبيان قعودا .

قلت : هؤلاء أكبر منه ، ولكن أكرموه لكونه قادما ، واحترموه لحفظه .

قال أحمد العجلي : دحيم ثقة ، كان يختلف إلى بغداد ، فذكروا الفئة [ ص: 517 ] الباغية هم أهل الشام ، فقال : من قال هذا ، فهو ابن الفاعلة ، فنكب عنه الناس ، ثم سمعوا منه .

قلت : هذه هفوة من نصب ، أو لعله قصد الكف عن التشغيب بتشعيث .

قال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود ، يقول : دحيم حجة ، لم يكن بدمشق في زمانه مثله .

قال المروذي : سمعت أحمد بن حنبل يثني على دحيم ، ويقول : هو عاقل ركين .

وقال الدارقطني : ثقة .

وقال أبو أحمد بن عدي : هو أوثق من حرملة .

قلت : ومن رفاقه سليمان بن عبد الرحمن ، وسليمان بن أحمد الواسطي ، وهشام بن عمار ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني .

ويقع لي من عالي حديثه في " صفة المنافق " .

ذكر محمد بن يوسف الكندي ، أن كتاب المتوكل ورد على دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم مولى يزيد بن معاوية ، وهو على قضاء فلسطين ، يأمره بالانصراف إلى مصر ليليها ، فتوفي بفلسطين في يوم الأحد في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائتين . وكذا أرخ وفاته ابنه عمرو بن دحيم وجماعة .

وقد كان المتوكل لما سكن بدمشق بعد عام أربعين ومائتين ، وأنشأ القصر المشهور بين المزة وداريا ، وسكنه ، عرف بفضيلة دحيم ومعرفته بالسنن ، فأمر بتوليته قضاء الديار المصرية ، فحان الأجل . مات في سابع عشر رمضان . [ ص: 518 ]

كتب إلي يحيى بن أبي منصور الفقيه : أخبرنا عمر بن محمد ببغداد ، أخبرنا محمد بن عبد الملك المقرئ مؤلف " المفتاح " ، ويحيى بن علي ، وعبد الخالق بن عبد الصمد ، وأبو غالب بن البناء ( ح ) وأخبرنا المقداد بن هبة الله القيسي ، أخبرنا سعيد بن محمد بن الرزاز ( ح ) وأخبرنا المسلم بن محمد القيسي ، وإبراهيم بن علي الزاهد ، قالا : أخبرنا داود بن ملاعب ، قالا : أخبرنا أبو الفضل الأرموي ( ح ) وأخبرنا علي بن أحمد في كتابه ، أخبرتنا نعمة بنت علي ، أخبرنا جدي يحيى بن الطراح ( ح ) وأخبرنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي ، أنبأنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبو غالب محمد بن علي ، ومحمد بن أحمد الطرائفي ، قالوا سبعتهم : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري سنة ثمانين وثلاثمائة ، حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الحافظ سنة ثمان وتسعين ومائتين ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، والوليد بن عتبة الدمشقيان ، قالا : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا سعيد هو ابن عبد العزيز ، وعبد الغفار بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، سمع أبا عبد الله الأشعري ، يقول : سمع أبا الدرداء ، يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ليكفرن أقوام بعد إيمانهم . فبلغ ذلك أبا الدرداء ، فأتاه ، فقال : يا رسول الله : بلغني أنك قلت : ليكفرن أقوام بعد إيمانهم ؟ قال : نعم ، ولست منهم .

وبه : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، سمعت بلال بن سعد ، يقول : لا تكن وليا لله في العلانية ، وعدوه في السر .

التالي السابق


الخدمات العلمية