صفحة جزء
الحسن بن عيسى بن ماسرجس ( م ، د ، س )

الإمام المحدث الثقة الجليل ، أبو علي النيسابوري .

حدث عن : أبي الأحوص سلام بن سليم ، وأبي بكر بن عياش ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك مولاه ، وعبد السلام بن حرب ، وسعير بن الخمس ، ونوح بن أبي مريم ، وأبي معاوية الضرير ، وطبقتهم .

[ ص: 28 ] روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، وبواسطة النسائي ، والبخاري في غير " صحيحه " ، وزكريا خياط السنة ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، وأبو العباس السراج ، وآخرون . وقد حدث عنه أحمد بن حنبل مع تقدمه . كان من كبراء النصارى ، فأسلم .

قال الحاكم : سمعت الحسين بن أحمد الماسرجسي ، يحكي عن جده وغيره ، قال : كان الحسن والحسين ابنا عيسى يركبان معا ، فيتحير الناس من حسنهما وبزتهما ، فاتفقا على أن يسلما ، فقصدا حفص بن عبد الرحمن ، فقال : أنتما من أجل النصارى ، وابن المبارك قادم ليحج ، فإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين ، وأرفع لكما ، فإنه شيخ المشرق . فانصرفا عنه ، فمرض الحسين ، فمات نصرانيا . فلما قدم ابن المبارك ، أسلم الحسن على يده .

قلت : يبعد أن يأمرهما حفص بتأخير الإسلام ، فإنه رجل عالم . فإن صح ذلك فموت الحسين مريدا للإسلام ، منتظرا قدوم ابن المبارك ليسلم نافع له .

قال الحاكم : حدثنا الحافظ أبو علي النيسابوري عن شيوخه أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى ، وكان الحسن بن عيسى يركب [ ص: 29 ] فيجتاز به وهو في المجلس ، وكان من أحسن الشباب [ وجها ] ، فسأل ابن المبارك عنه ، فقيل : هو نصراني . فقال : اللهم ارزقه الإسلام ، فاستجيب له .

قال أبو العباس السراج : حدثنا الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك ، وكان عاقلا : عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة .

ومات بالثعلبية منصرفه من مكة سنة تسع وثلاثين ومائتين . وقال أحمد بن محمد بن بكر : مات سنة أربعين .

قال الحاكم : سمعت ابني المؤمل بن الحسن يقولان : أنفق جدنا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف .

قال الحاكم : فحججت مع ابني المؤمل ، وزرنا بالثعلبية قبر جدهما ، فقرأت على لوح قبره : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله . [ ص: 30 ] هذا قبر الحسن بن عيسى بن ماسرجس ، مولى عبد الله بن المبارك . توفي في صفر سنة أربعين .

وقال محمد بن المؤمل بن الحسن : سمعت أبا يحيى البزاز يقول لأبي رجاء القاضي : كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت موته ، فاشتغلت بحفظ جملي عن شهوده ، فأريته في النوم ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ولكل من صلى علي . قلت : فإني فاتني الصلاة عليك لغيبة عديلي ، فقال : لا تجزع ، وغفر لكل من يترحم علي . رحمه الله .

قلت : وفي ذريته وأقاربه محدثون وفضلاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية