صفحة جزء
المازني

إمام العربية أبو عثمان ، بكر بن محمد بن عدي ، البصري ، صاحب " التصريف " والتصانيف .

أخذ عن : أبي عبيدة ، والأصمعي .

روى عنه : الحارث بن أبي أسامة ، وموسى بن سهل الجوني ، ومحمد بن يزيد المبرد ، ولازمه ، واختص به . وقد دخل المازني على الواثق بالله ، فوصله بمال جزيل .

قال المبرد : لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني .

قال : وذكر لنا المازني أن رجلا قرأ عليه " كتاب " سيبويه في مدة طويلة ، [ ص: 271 ] فلما بلغ آخره قال : أما إني ما فهمت منه حرفا ، وأما أنت فجزاك الله خيرا .

وقال المازني : قرأت القرآن على يعقوب ، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه ، وقال : خذه ليس لك مثل .

وقيل : كان المازني ذا ورع ودين ، بلغنا أن يهوديا حصل النحو ، فجاء ليقرأ على المازني " كتاب " سيبويه ، فبذل له مائة دينار ، فامتنع ، وقال : هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف ، فلا أمكن منها ذميا .

قال القاضي بكار بن قتيبة : ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني .

وقال المبرد : كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بالنحو ، وإذا ناظر النحاة لم يستعن بالكلام .

وعن المازني قال : قلت لابن السكيت : ما وزن " نكتل " ؟ قال : " نفعل " . قلت : اتئد ، ففكر ، وقال : " نفتعل " . قلت : فهذه خمسة [ ص: 272 ] أحرف ، فسكت ، فقال المتوكل : ما وزنها؟ قلت : وزنها في الأصل " نفتعل " ; لأنها " نكتيل " فتحرك حرف العلة ، وانفتح ما قبله ، فقلب ألفا ، فصار نكتال ، فحذفت ألفه للجزم ، فبقي " نكتل " .

مات المازني سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية