صفحة جزء
عبد الرحمن بن بشر ( خ ، م ، د ، ق )

ابن الحكم بن حبيب بن مهران ، المحدث الحافظ الجواد الثقة الإمام ، أبو محمد بن الإمام أبي عبد الرحمن العبدي النيسابوري .

أخبرنا الأبرقوهي : أخبرنا أكمل العلوي ، أخبرنا سعيد بن البناء ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا محمد بن زنبور ، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا يزيد بن أبي حكيم ، حدثني الحكم بن أبان ، حدثني أبو هارون العماني ، عن أبي الشعثاء ، عن ابن عباس ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن جبريل حدثه ، قال : إن الله قضى -أو إن الله قال- : يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة ، فيقضى بعضها من بعض ، فإن بقيت حسنة ، وسع له الجنة ما شاء . [ ص: 341 ]

مولده بعد الثمانين ومائة .

واعتنى به أبوه ، وارتحل به ، ولقي الكبار ، وطال عمره ، وتفرد .

روى عن : سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد ، ووكيع بن الجراح ، وبهز بن أسد ، وعبد الرزاق بن همام ، ومعن بن عيسى ، ويعلى ومحمد ابني عبيد ، وعبد الله بن الوليد العدني ، والحسين بن الوليد النيسابوري ، وعلي بن الحسين بن واقد ، وحفص بن عبد الله ، وحفص بن عبد الرحمن ، وعدة .

حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وأبو بكر بن أبي داود ، وابن خزيمة ، وابن صاعد ، وأبو عوانة الإسفراييني ، ومكي بن عبدان ، وأبو حامد بن بلال ، وأبو محمد الجارود ، وخلق كثير .

وممن روى عنه ابن عم والده الحافظ ، أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء ، فقال : سمعت عبد الرحمن ابن بن عمي يقول : كنا نكتب عند عبد الرحمن بن مهدي ، وأبوه يلعب بالحمام ، وكان ابن بشر موصوفا بطيب الصوت .

قال مكي بن عبدان : كان عبد الله بن طاهر الأمير يحضر بالليل متنكرا إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته .

قال عبد الرحمن بن بشر : أقامني يحيى القطان في مجلسه ، فقال : ما حدثكم عني هذا الصبي فصدقوه ، فإنه كيس . [ ص: 342 ]

قلت : كان ارتحال أبيه به في سنة ست وتسعين ، وهو نحو المحتلم .

قال إبراهيم بن أبي طالب : سمعت عبد الرحمن بن بشر يقول : حملني أبي على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة ، وقال : يا معشر أصحاب الحديث ، أنا بشر بن الحكم ، سمع أبي من سفيان بن عيينة ، وسمعت أنا منه [ وحدثت عنه بخراسان ] وهذا ابني قد سمع منه .

قال عبد الرحمن : احتلمت باليمن مع أبي .

قلت : آخر من حدث عن عبد الرحمن في الدنيا محمد بن علي المذكر شيخ للحاكم ضعيف .

سمعنا عوالي عبد الرحمن بن بشر لزاهر الشحامي .

قال أبو حامد بن الشرقي : سمعت عبد الرحمن يقول : احتلمت ، فدعا أبي عبد الرزاق ، وأصحاب الحديث الغرباء فلما فرغوا من الطعام قال : اشهدوا أن ابني قد احتلم وهو ذا يسمع من عبد الرزاق ، وقد سمع من سفيان بن عيينة .

قلت : هذا الإعلام إيلام للصبي ، وتخجيل له .

روي أن الأمير عبد الله بن طاهر قال : ما بخراسان رجل أحسن عقلا من عبد الرحمن بن بشر .

قال مسدد بن قطن : لما توفي 55 محمد بن يحيى عقد مسلم مجلسا لخالي عبد الرحمن بن بشر ، فكان يحضر أحمد بن سلمة ، وينتقي له [ ص: 343 ] مسلم شرطه في " الصحيح " ، فيمليه عبد الرحمن ، ولم يكن له مجلس إملاء قبلها .

قال أبو عمرو المستملي : سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول : كان عبد الرحمن بن بشر من قراء الناس ، وكان يقرأ : " فعدلك " فخفف .

وقال عبد الرحمن بن بشر : قال يحيى القطان يا بني ، إن كنت تريد أحاديث شعبة ، فعليك ببهز بن أسد .

وقال أبو عمرو بن حمدان : حدثنا أبي ، قال : أمر عبد الله بن طاهر أن يكتب له أسامي الأعيان بنيسابور . فكتبوا مائة نفس ، ثم قال : تختار من المائة عشرة ، فكتبوا أسماء عشرة . قال : تختار منهم أربعة . فكان من الأربعة عبد الرحمن بن بشر .

الحاكم : حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، سمعت أحمد بن سلمة يقول : بكرت يوما على عبد الرحمن بن بشر في تزويج أخت امرأة مسلم بن الحجاج ، فرأيته في المسجد ، فقال : ما بكر بك اليوم ؟ قلت : عبد الواحد الصفار سألني أن أجيئك لتزوج ابنته . فقال : ما حضرت تزويجا قط ، إذا كان في وقت قولهم للخاطب : قبلت هذا النكاح ولها من المهر عليك كذا وكذا . فإذا قال : نعم ، قلت في نفسي ، شقيت شقاء لا تسعد بعده أبدا .

قال محمود بن والان : سمعت عبد الرحمن بن بشر ، سمعت ابن [ ص: 344 ] عيينة يقول : غضب الله داء لا دواء له .

قلت : دواؤه كثرة الاستغفار بالأسحار ، والتوبة النصوح .

قال الحاكم : قرأت بخط أبي عمرو المستملي : مات عبد الرحمن بن بشر ليلة الأربعاء لثمان عشرة خلت من ربيع الآخر سنة ستين ومائتين . وصلى عليه محمد بن عبد الوهاب ، فكبر أربعا ، وسلم تسليمة واحدة ، ثم جاء يحيى بن الذهلي إلى القبر في زحام كثير ، فصلى بهم على القبر .

أبوه الإمام الزاهد الثقة الفقيه الحافظ أبو عبد الرحمن : بشر بن الحكم العبدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية