صفحة جزء
[ ص: 508 ] عمران بن حصين ( ع )

ابن عبيد بن خلف . القدوة الإمام ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو نجيد الخزاعي .

أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت ، سنة سبع . وله عدة أحاديث .

وولي قضاء البصرة ، وكان عمر بعثه إلى أهل البصرة ليفقههم ; فكان الحسن يحلف : ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن الحصين .

حدث عنه مطرف بن عبد الله بن الشخير ، وأبو رجاء العطاردي ، وزهدم الجرمي . وزرارة بن أوفى ، والحسن ، وابن سيرين ، وعبد الله بن بريدة ، والشعبي ، وعطاء مولى عمران بن حصين ، والحكم بن الأعرج ; وعدة .

قال زرارة : رأيت عمران بن حصين يلبس الخز .

وقال مطرف بن عبد الله : قال لي عمران بن حصين : أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جمع بين الحج والعمرة ، ولم ينه عنه حتى مات ، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه ، وأنه كان يسلم علي - يعني [ ص: 509 ] الملائكة- قال : فلما اكتويت ، أمسك ذلك ; فلما تركته ، عاد إلي .

وقد غزا عمران مع النبي - صلى الله عليه وسلم- غير مرة . وكان ينزل ببلاد قومه ، ويتردد إلى المدينة .

قال أبو خشينة ، عن الحكم بن الأعرج ، عن عمران بن حصين ، قال : ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

وروى هشام ، عن محمد ، قال : ما قدم البصرة أحد يفضل على عمران بن حصين .

قال قتادة : بلغني أن عمران قال : وددت أني رماد تذروني الرياح .

قلت : وكان ممن اعتزل الفتنة ، ولم يحارب مع علي .

أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أبي قتادة : قال لي عمران بن حصين : الزم مسجدك . قلت : فإن دخل علي ؟ قال : الزم بيتك . قلت : فإن دخل علي ؟ قال : لو دخل علي رجل يريد نفسي ومالي ، لرأيت أن قد [ ص: 510 ] حل لي أن أقتله .

ثابت البناني : عن مطرف ، عن عمران ، قال : اكتوينا ، فما أفلحن ، ولا أنجحن - يعني المكاوي .

قتادة ، عن مطرف : قال لي عمران في مرضه : إنه قد كان يسلم علي ، فإن عشت ، فاكتم علي .

حميد بن هلال ، عن مطرف ، قلت لعمران : ما يمنعني من عيادتك إلا ما أرى من حالك . قال : فلا تفعل ، فإن أحبه إلي أحبه إلى الله .

يزيد بن هارون : أخبرنا إبراهيم بن عطاء مولى عمران ، عن أبيه أن عمران قضى على رجل بقضية ، فقال : والله ، قضيت علي بجور ، وما ألوت . قال : وكيف ؟ قال : شهد علي بزور . قال : فهو في مالي ، ووالله لا أجلس مجلسي هذا أبدا .

وكان نقش خاتم عمران تمثال رجل . [ ص: 511 ]

عن أبي رجاء ، قال : خرج علينا عمران في مطرف خز لم نره قط ، فقال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن ترى عليه .

قال ابن سيرين : سقى بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة ، كل ذلك يعرض عليه الكي ، فيأبى ; حتى كان قبل موته بسنتين ، فاكتوى .

عمران بن حدير ، عن أبي مجلز ، قال : كان عمران ينهى عن الكي ، فابتلي ، فاكتوى ، فكان يعج .

قال مطرف : قال لي عمران : أشعرت أن التسليم عاد إلي ؟ قال : ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى مات .

ابن علية ، عن مسلمة بن علقمة ، عن الحسن : أن عمران بن حصين أوصى لأمهات أولاده بوصايا ، وقال : من صرخت علي ، فلا وصية لها .

توفي عمران سنة اثنتين وخمسين - رضي الله عنه .

" مسنده " : مائة وثمانون حديثا . [ ص: 512 ] اتفق الشيخان له على تسعة أحاديث وانفرد البخاري بأربعة أحاديث ومسلم بتسعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية