صفحة جزء
قال أبو القاسم بن بكير : سمعت إبراهيم الحربي يقول : ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا ، كنت أجيء من عشي إلى عشي ، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية ، أو لعقة بن أو باقة فجل .

محمد بن أيوب العكبري : سمعت إبراهيم الحربي يقول : ما تروحت ولا روحت قط ، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين .

[ ص: 368 ] قال أبو الحسين بن سمعون : حدثنا أحمد بن سليمان القطيعي قال : أضقت إضاقة ، فأتيت إبراهيم الحربي لأبثه فقال لي : لا يضيق صدرك ، فإن الله من وراء المعونة ، فإني أضقت مرة ، حتى انتهى أمري إلى أن عدم عيالي قوتهم ، فقالت الزوجة : هب أني أنا وأنت نصبر ، فكيف بالصبيتين ؟ هات شيئا من كتبك نبيعه أو نرهنه . فضننت بذلك ، وقلت : أقترض غدا .

فلما كان الليل ، دق الباب ، فقلت : من ذا ؟ قال : رجل من الجيران فقلت : ادخل . فقال : ، فأطفئ السراج حتى أدخل . فكببت شيئا على السراج ، فدخل ، وترك شيئا ، وقام ، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل ، وكاغد فيه خمس مائة درهم ، فأنبهنا الصغار وأكلوا .

ثم من الغد إذا جمال يقود جملين ، عليهما حملان ورقا ، وهو يسأل عن منزلي ، فقال : هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان ، واستحلفني أن لا أقول من هو .

إسنادها مرسل .

قال الحسين بن فهم الحافظ : لا ترى عيناك مثل إبراهيم الحربي ، إمام الدنيا ، لقد رأيت ، وجالست العلماء ، فما رأيت رجلا أكمل منه .

قال الحاكم : سمعت محمد بن صالح القاضي يقول : لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد .

قلت : يريد من اجتمع فيه هذه الأمور الأربعة .

[ ص: 369 ] قال سليمان بن الخليل : سمعت الحربي يقول : في كتاب أبي عبيد " غريب الحديث " ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل .

قال أبو الحسن الدارقطني : الحربي إمام ، مصنف ، عالم بكل شيء ، بارع في كل علم ، صدوق .

قال أبو بكر الشافعي : سمعت إبراهيم الحربي يقول : عندي عن علي بن المديني قمطر ، ولا أحدث عنه بشيء ، لأني رأيته المغرب وبيده نعله مبادرا ، فقلت : إلى أين ؟ قال : ألحق الصلاة مع أبي عبد الله . فظننته يعني أحمد بن حنبل ، ثم قلت : من أبو عبد الله ؟ قال : ابن أبي دؤاد .

وقيل : إن المعتضد لما نفذ إلى الحربي بالعشرة آلاف فردها ، فقيل له : ففرقها ، فأبى ، ثم لما مرض ، سير إليه المعتضد ألف دينار ، فلم يقبلها ، فخاصمته بنته ، فقال : أتخشين إذا مت الفقر ؟ قالت : نعم . قال : في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها [ ص: 370 ] بخطي ، فبيعي منها كل يوم جزءا بدرهم وأنفقيه .

نقل الخطيب وطائفة : أن الحربي توفي لسبع بقين من ذي الحجة ، سنة خمس وثمانين ومائتين وكانت جنازته مشهودة ، صلى عليه يوسف القاضي ، صاحب كتاب " السنن " ، وقبره يزار ببغداد .

وفيها مات : إسحاق الدبري صاحب عبد الرزاق ، وعبيد بن عبد الواحد البزار وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد .

أخبرتنا أم عبد الله زينب بنت علي الصالحية سنة ثلاث وتسعين وست مائة ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن قدامة ، في سنة إحدى عشرة وست مائة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي ، أخبرنا عمر بن جعفر الختلي ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي أيوب : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان : فيصد هذا ، ويصد هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام

[ ص: 371 ] وبه : قال الحربي : حدثناه أبو مصعب أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث .

أخبرنا عيسى بن عبد المنعم أخبرنا عبد الغفار بن شجاع ، ( ح ) : وأخبرنا محمد بن أبي العز ، والحسن بن علي القلانسي قالا : أخبرنا أبو الوفاء عبد الملك بن الحنبلي ، وأخبرنا علي بن محمد الجذامي أخبرنا يوسف بن عبد المعطي ، وأخبرنا عمر بن نصير السهمي [ ص: 372 ] [ و ] عبد الرحمن بن سليمان : أخبرنا أبو الحسن بن الجميزي وأخبرنا سنقر الزيني وعبد الرحمن ومحمد ابنا سليمان ، قالوا : أخبرنا علي بن محمود ، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصواف أخبرنا جدي ، وأخبرنا عبد الولي بن رافع وعثمان بن موسى وفاطمة بنت إبراهيم .

قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن رواحة ، وأخبرنا عبد الواحد بن كثير وجماعة ، قالوا : أخبرنا علي بن محمد المفسر ، قالوا جميعا : أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا حمد بن إسماعيل الزكي بمكة ، ( ح ) : وأخبرنا ابن قدامة ، وعدة إجازة ، قالوا : أخبرنا عمر بن طبرزد ، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قالا : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد البزاز ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا إبراهيم الحربي ، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : كنت أغتسل معه -صلى الله عليه وسلم- من الإناء الواحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية