صفحة جزء
[ ص: 388 ] الحارث بن محمد

ابن أبي أسامة -واسم أبي أسامة : داهر- : الحافظ ، الصدوق ، العالم ، مسند العراق أبو محمد التميمي ، ، مولاهم البغدادي الخصيب ، صاحب " المسند " المشهور ولم يرتبه على الصحابة ، ولا على الأبواب . ولد في سنة ست وثمانين ومائة .

وسمع من : عبد الوهاب بن عطاء ، وبشر بن عمر الزهراني ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وكثير بن هشام ، وعبد الله بن بكر السهمي ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وأبي النضر ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وأبي نوح قراد ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني ، وأبي جابر محمد بن عبد الملك ، ومحمد بن عبد الله بن كناسة ، والأسود بن عامر شاذان ، ومحمد بن مصعب القرقساني ، وقبيصة ، وأبي نعيم ، وعفان ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبي عبيد ، وخلق سواهم .

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن مخلد ، وأبو بكر النجاد ، وعبد الصمد الطستي ، وأبو بكر الشافعي ، وأبو بكر بن خلاد النصيبي ، وعبد الله بن الحسين النضري المروزي ، وخلق . ذكره ابن حبان في " الثقات " .

[ ص: 389 ] وقال الدارقطني : صدوق .

قال غنجار البخاري : حدثنا محمد بن موسى الرازي : سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول : لي ست بنات ، أصغرهن بنت ستين سنة ، ما زوجت واحدة منهن لأنني فقير ، وما جاءني إلا فقير ، وكرهت أن أزيد في عيالي ، وها كفني على الوتد من ثلاثين سنة ، خفت أن لا يجدوا لي كفنا . ورواها غير غنجار عن الرازي .

وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي : سألت إبراهيم الحربي عن الحارث بن محمد ، وقلت : إنه يأخذ الدراهم ، فقال : اسمع منه ، إنه ثقة .

وقال أبو الفتح الأزدي : هو ضعيف ، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه .

قلت : هذه مجازفة ، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه .

وقال البرقاني : أمرني الدارقطني أن أخرج حديث الحارث في " الصحيح " .

وقال ابن حزم في " المحلى " : ضعيف .

قلت : لا بأس بالرجل ، وأحاديثه على الاستقامة ، وهو الذي روى كتاب " العقل " عن ابن المحبر ، وقيل : إنه سمع من علي بن عاصم .

وأظنني رأيت ذلك له ، وكذا قيل : إنه روى عن أبي بدر السكوني . وقد سمعنا جملة من " مسنده " ، وذنبه أخذه على الرواية ، فلعله وهو الظاهر أنه [ ص: 390 ] كان محتاجا ، فلا ضير ، ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان الأخباري هذه القطعة :

أبلغ الحارث المحدث قولا عن أخ صادق شديد المحبه     ويك قد كنت تعتزي سالف الده
ر قديما إلى قبائل ضبه     وكتبت الحديث عن سائر النا
س وحاذيت في اللقاء ابن شبه     عن يزيد والواقدي وروح
وابن سعد والقعنبي وهدبه     ثم صنفت من أحاديث سفيا
ن وعن مالك و " مسند " شعبه     وعن ابن المديني فما زل
ت قديما تبث في الناس كتبه     أفعنهم أخذت بيعك للعل
م وإيثار من يزيدك حبه

في أبيات أخر ، فلما وصلت الأبيات إليه ، قال : أدخلوه ، فضحني قاتله الله .

توفي الحارث يوم عرفة ، سنة اثنتين وثمانين ومائتين في عشر المائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية