صفحة جزء
[ ص: 299 ] أبو جعفر بن حمدان

الإمام الحافظ الزاهد القدوة ، المجاب الدعوة ، شيخ الإسلام أبو جعفر ، أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري النيسابوري ، والد الشيخين : أبي العباس محمد ، وأبي عمرو محمد .

مولده في حدود الأربعين ومائتين أو قبل ذلك .

وسمع أحمد بن الأزهر ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ، وعبد الرحمن بن بشر ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، فمن بعدهم ببلده ، وارتحل وحج ، وأخذ عن : أبي يحيى بن أبي ميسرة ، وأبي عمرو بن أبي غرزة الغفاري ، وإسماعيل القاضي ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، والحسن بن علي بن زياد ، ومعاذ بن نجدة ، وأمثالهم .

وارتحل بولده أبي العباس إلى محمد بن أيوب البجلي وغيره ، ثم ارتحل بابنه أبي عمرو إلى الحسن بن سفيان وأقرانه وصنف " الصحيح " المستخرج على " صحيح مسلم " ، وكان من أوعية العلم .

حدث عنه : أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري الزاهد ، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ ، وعبد الله بن سعد ، وأبو الوليد حسان بن محمد ، وأبو العباس بن عقدة ، وابناه ، وطائفة .

قال الحاكم : سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول : لما بلغ أبي من [ ص: 300 ] كتاب مسلم إلى حديث محمد بن عباد ، عن سفيان : يسرا ولا تعسرا لم يجده عند أحد عن ابن عباد ، فقيل له : هو عند أبي يعلى الموصلي ، عن ابن عباد : فرحل إليه قاصدا من نيسابور لسماع هذا الحديث .

قلت : ورحل لأجل ولديه ، قال : وخرج أبي -على كبر السن- إلى جرجان ليسمع من عمران بن موسى بن مجاشع حديث سويد بن سعيد ، عن حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : بينما الناس في صلاة الصبح إذ أتاهم آت . . . وذكر الحديث ، وسمعته مع أبي .

قال الحاكم : سمعت أبا عمرو ، سمعت أبي يقول : كل ما قال البخاري : قال لي فلان . فهو مناولة وعرض .

وسمعت أبا عمرو يقول : كان أبي يحيي الليل .

[ ص: 301 ] الحاكم : سمعت أبا سعيد الشعيبي ، سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول : عرضت هذا الحديث -يعني الحديث الذي أسنده بعد- على ابن عقدة فقال : حدثناه شيخ طوال يقال له : ابن سنان . فقلت : ذاك أبي .

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله في سنة أربع وتسعين ، عن عبد المعز بن محمد الهروي : أخبرنا زاهر بن طاهر في سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، أخبرنا أبو سعد الكنجرودي ، أخبرنا أبو عمرو الحيري ، حدثني أبي أبو جعفر ، حدثنا أحمد بن الأزهر بن منيع ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : طلقت امرأتي وهي حائض ، فسأل عن ذلك عمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : مره فليراجعها حتى تطهر ، ثم تحيض حيضة أخرى ثم تطهر ، ثم يطلقها قبل أن يمسها إن شاء أو يمسكها ، فإن تلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء رواه الحاكم ، عن أبي عمرو الحيري ، فوافقناه بعلو .

[ ص: 302 ] وبه : قال : أخبرني أبي أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن هاشم ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان .

وبه : قال : وأخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عباس النرسي ، حدثنا القطان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير اسم عاصية وقال : أنت جميلة .

وبه : قال : أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي ، حدثنا أبو قدامة ، حدثنا يحيى القطان بهذا . خرجه مسلم عن أبي قدامة السرخسي .

قال أبو عبد الرحمن السلمي : صحب الشيخ أبو جعفر أبا حفص النيسابوري ، والشاه بن شجاع . وكان الجنيد يكاتبه ، وكان أبو عثمان الحيري يقول : من أحب أن ينظر إلى سبل الخائفين فلينظر إلى أبي جعفر .

قال الحاكم : سمعت أبا عمرو يقول : توفي أبي في سنة إحدى عشرة [ ص: 303 ] وثلاثمائة قبل ابن خزيمة بأيام ، وكان أبي يختلف مع أبي عثمان إلى أبي حفص النيسابوري مدة .

قلت : مات ابن خزيمة في ثاني ذي القعدة من سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، وقد كان الإمام أبو جعفر ذكره يملأ الفم . خلف ولدين مشهورين : أبا العباس بن حمدان - شيخ خوارزم ، ومسند نيسابور أبا عمرو بن حمدان .

التالي السابق


الخدمات العلمية