صفحة جزء
[ ص: 501 ] ابن صاعد

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب ، الإمام الحافظ المجود ، محدث العراق أبو محمد الهاشمي البغدادي ، مولى الخليفة أبي جعفر المنصور ، رحال جوال ، عالم بالعلل والرجال .

قال : ولدت في سنة ثمان وعشرين ومائتين ، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين .

قلت : سمع يحيى بن سليمان بن نضلة ، وعبد الله بن عمران العابدي ، ومحمد بن سليمان لوينا ، وأحمد بن منيع ، وسوار بن عبد الله القاضي ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس ، ويعقوب الدورقي ، ومحمد بن بشار ، وعبد الجبار بن العلاء العطار ، وعمرو بن علي الصيرفي ، وجميل بن الحسن الجهضمي ، والحسن بن عرفة ، ومؤمل بن هشام اليشكري ، ومحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري ، وأبا هشام الرفاعي .

وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، ومحمد بن هشام المروزي ، وسفيان بن وكيع ، والقاسم بن محمد المروزي ، وعمر بن شبة ، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي ، وأزهر بن جميل ، وأبا عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي المكي ، وعلي بن الحسين الدرهمي ، ومحمد بن عمرو بن سليمان ، وأبا همام الوليد بن شجاع ، وسعيد بن يحيى الأموي .

وإسحاق بن شاهين ، وعبيد الله بن يوسف الجبيري ، والربيع بن سليمان [ ص: 502 ] المرادي ، وبحر بن نصر الجولاني ، وبكار بن قتيبة ، وأبا مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ، وعبد الله بن شبيب الربعي ، ويحيى بن المغيرة المخزومي ، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ، وأبا سعيد الأشج ، وأحمد بن المقدام العجلي ، وحميد بن الربيع ، وزيد بن أخزم ، وعباد بن الوليد الغبري ، وعبد الوهاب بن فليح المقرئ ، ومحمد بن ميمون الخياط المكي ، ومحمد بن عبد الله المخرمي ، ومحمد بن منصور الجواز ، والحسين بن الحسن المروزي ، والزبير بن بكار ، وسلمة بن شبيب ، ومحمد بن زنبور المكي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، ومحمد بن هشام بن ملاس الدمشقي ، وسعيد بن محمد البيروتي ، وخلقا كثيرا ، وجمع ، وصنف ، وأملى .

حدث عنه : أبو القاسم البغوي وهو أكبر منه ، والجعابي ، والشافعي ، والطبراني ، وابن عدي ، والإسماعيلي ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو طاهر المخلص ، وعيسى بن الوزير ، وأبو مسلم الكاتب ، وخلق كثير ، وعبد الرحمن بن أبي شريح .

قال أبو يعلى الخليلي : كان يقال : أئمة ثلاثة في زمان واحد : ابن أبي داود ، وابن خزيمة ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم .

قال الخليلي : ورابعهم أبو محمد بن صاعد ، ثقة إمام يفوق في الحفظ أهل زمانه ، ارتحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق ، منهم من يقدمه في الحفظ على أقرانه ، منهم : أبو الحسن الدارقطني ، مات في سنة ثماني عشرة .

قلت : ويقع لنا -بل لأولادنا ولمن سمع منا- جملة من عوالي حديثه .

كتب إلينا المسلم بن علان ، عن القاسم بن عساكر ، أخبرنا أبي ، [ ص: 503 ] أخبرنا علي بن أحمد بن البقشلان ، أخبرنا أبو الحسن بن الأبنوسي ، أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد - ثقة من أصحابنا ، حدثنا الحسن بن مدرك الطحان ، حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن قال : دخلنا على أسير - رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : قال رسول الله : لا يأتيك من الحياء إلا خير .

قال الدارقطني : لابن صاعد أخوان : يوسف بن محمد ، يروي عن خلاد بن يحيى وغيره ، وأحمد الأوسط ، حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ولهم عم اسمه : عبد الله بن صاعد .

قال أبو عبد الرحمن السلمي : سألت الدارقطني عن يحيى بن محمد بن صاعد ، فقال : ثقة ثبت حافظ ، وعمهم يحدث عن سفيان بن عيينة في التصوف والزهد .

وقال حمزة بن يوسف السهمي : سألت أبا بكر أحمد بن عبدان ، فقلت : ابن صاعد أكثر حديثا أو الباغندي؟ فقال : ابن صاعد أكثر [ ص: 504 ] حديثا ، ولا يتقدمه أحد في الدراية ، والباغندي أعلى إسنادا منه .

قال الحاكم : سمعت أبا علي الحافظ يقول : لم يكن بالعراق في أقران أبي محمد بن صاعد أحد في فهمه ، والفهم عندنا أجل من الحفظ .

قال الحاكم : وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول : كان أبو عروبة لحقه وصدقه ، فقال لي : بلغني أن أبا محمد بن صاعد حدث عن محمد بن يحيى القطعي ، عن عاصم بن هلال ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : " لا طلاق قبل نكاح " فقلت : حدثنا به من أصله فقال : هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين ، لو كان ثم أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر لكان علم النظار في الشهرة ، ولما كانوا يحتجون ضرورة لحسين المعلم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده .

وقال محمد بن المظفر الحافظ : حدثنا ابن صاعد من أصله بحديث محمد بن يحيى القطعي في : لا طلاق قبل نكاح قال : فارتجت بغداد ، وتكلم الناس بما تكلموا به ، فبينما نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفار نكتب من أصوله ، إذ وقع بيدي جزء من حديث محمد بن يحيى القطعي ، فنظرت فوجدت الحديث في الجزء ، فلم أخبر أصحابي ، وعدوت إلى باب ابن صاعد ، فسلمت عليه وقلت : البشارة . فأخذ الجزء ورمى به ، ثم أسمعني فقال : يا فاعل ، حديث أحدث به ، أنا ، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفار .

[ ص: 505 ] قال البرقاني : قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري : كنت عند ابن صاعد ، فجاءته امرأة ، فقالت له : أيها الشيخ ، ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت ، هذا الماء طاهر أو نجس؟ فقال يحيى : ويحك! كيف سقطت الدجاجة؟ ألا غطيته؟ قال الأبهري : فقلت لها : إن لم يكن الماء تغير ، فهو طاهر ، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة .

قال الخطيب قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم عظيم ، وله تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام ، ولعله لم يجب المرأة ورعا ، فإن المسألة فيها خلاف .

قال ابن شاهين وغيره : توفي ابن صاعد بالكوفة في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة عن تسعين سنة وأشهر .

وقد ذكرنا مخاصمة بينه وبين ابن أبي داود ، وحط كل واحد منهما على الآخر في ترجمة ابن أبي داود ، ونحن لا نقبل كلام الأقران بعضهم في بعض ، وهما -بحمد الله- ثقتان .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي بالثغر : أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي ، أخبرنا محمد بن عبيد الله ، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا إسحاق بن شاهين ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أسامة : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " إنما الربا في النساء " .

[ ص: 506 ] وبه : عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ، ولا ركب الكور رجل أفضل من جعفر .

هذا ثابت عن أبي هريرة ولا ينبغي أن يزعم زاعم أن مذهبه : أن جعفرا أفضل من أبي بكر وعمر ; فإن هذا الإطلاق ليس هو على عمومه ، بل يخرج منه الأنبياء والمرسلون ، فالظاهر أن أبا هريرة لم يقصد أن يدخل أبا بكر ولا عمر -رضي الله عنهم .

ومات مع ابن صاعد أبو عروبة الحراني الحافظ ، والقاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي - صاحب لوين . وإسماعيل بن داود بن وردان المصري - صاحب ابن رمح . والحسن بن علي بن أحمد بن بشار البغدادي العلاف المقرئ ، والمسند أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، والحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني ، وأبو [ ص: 507 ] بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، وشيخ الفقهاء أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر بمكة .

وأبو بكر محمد بن يوسف بن حماد الأستراباذي - روى عن : أبي بكر بن أبي شيبة الكتب - وزنجويه بن محمد النيسابوري اللباد ، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي .

التالي السابق


الخدمات العلمية