صفحة جزء
الدغولي

الإمام العلامة ، الحافظ المجود شيخ خراسان ، أبو العباس ، [ ص: 558 ] محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السرخسي الدغولي .

قال الحاكم في كتاب : " مزكى الأخبار " : كان أبو العباس أحد أئمة عصره بخراسان في اللغة ، والفقه ، والرواية . أقام بنيسابور مستفيدا على محمد بن يحيى الذهلي ، وعبد الرحمن بن بشر وأقرانهما - سنين ، وكتب بالعراق والحجاز عن محمد بن إسماعيل الأحمسي وأقرانه .

قلت : روى عن الزعفراني ، وسعدان بن نصر ، وأحمد بن المقدام العجلي ، وأحمد بن سيار ، وأحمد بن زهير ، ومسلم بن الحجاج ، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد ، ومحمد بن مشكان ، وأحمد بن حفص بن عبد الله ، ومحمد بن عبد الكريم العبدي ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، ومحمد بن الجهم ، وأبي قلابة ، والحسن بن أبي ربيع ، وعلي بن الحسين بن أبي عيسى ، وأبي يحيى بن أبي مسرة ، وأحمد بن أبي غرزة ، ومحمد بن المهلب السرخسي ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ، وأبي زرعة الرازي ، وأحمد بن يوسف السلمي ، وأحمد بن الأزهر ، وطبقتهم .

وصنف ، وجمع .

حدث عنه : أبو حاتم بن حبان ، وأبو أحمد بن عدي ، وأبو الوليد الفقيه ، ومحمد بن أحمد الكرابيسي ، ويحيى بن عمرو البستي ، وأبو عبد الله بن أبي ذهل ، وأبو بكر الجوزقي ، وجعفر بن محمد بن الحارث ، والحافظ أبو علي النيسابوري ، وآخرون .

وله كتاب : " الآداب " ، وكتاب : " فضائل الصحابة " ، وأشياء .

الحاكم : سمعت الأستاذ أبا الوليد يقول : قيل لأبي العباس [ ص: 559 ] الدغولي : لم لا تقنت في صلاة الفجر؟ فقال : لراحة الجسد ، وسنة أهل البلد ، ومداراة الأهل والولد .

الحاكم : سمعت أبا سعيد محمد بن أحمد الكرابيسي بسرخس يقول : قدم علينا أبو أحمد عبد الله بن عدي سرخس متوجها إلى بخارى ، فلما انصرف إلينا ، قيل له : ما رأينا بهذه الديار مثل أبي العباس الدغولي ، فقال : أيش هذا؟ ما رأيت أنا طول رحلتي مثل أبي العباس .

وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ : خرجنا مع الإمام أبي بكر بن خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد ، والتعزية عن الأمير أبي إبراهيم الماضي ، فلما انصرفنا قلت لابن خزيمة : ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي . فقال أبو بكر : ما رأيت أنا مثل أبي العباس .

قلت : ما أطلق ابن خزيمة هذا القول إلا عن أمر كبير من سعة علم أبي العباس رحمه الله .

قال الحاكم : سمعت يحيى بن عمرو البستي يقول : سمعت أبا العباس الدغولي يقول لأبي الحسين الحجاجي : أيش حال أبي علي الحافظ؟ وما الذي يصنفه الآن؟ قال : هو ذا يرد على مسلم بن الحجاج . فأنشأ يقول :

يقضى للحطيئة ألف بيت كذاك الحي يغلب كل ميت     كذلك دعبل يرجو سفاها
وحمقا أن ينال مدى الكميت     إذا ما الحي ناقض حشو قبر
فذالكم ابن زانية بزيت

[ ص: 560 ] قال ابن أبي ذهل : سمعت أبا العباس الدغولي يقول : أربع مجلدات لا تفارقني في السفر والحضر ، وإذا خرجت من البلد : كتاب المزني ، وكتاب " العين " ، و " تاريخ البخاري " ، وكتاب " كليلة ودمنة " .

الحاكم : حدثني جعفر بن محمد بن الحارث ، حدثنا أبو العباس الدغولي ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا يحيى الوحاظي ، حدثتنا أم هاشم مولاة عبد الله بن بسر قالت : بينما أنا أوضئ عبد الله بن بسر -صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ خر مغشيا عليه . - تعني : مات فجأة . قال الحاكم : قال الدغولي : في العلماء جماعة فقدوا فجأة فلم يوجدوا ، منهم : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فقد يوم الجماجم ومنهم : معمر بن راشد ، ولم تعرف له تربة قط . وبدل بن المحبر افتقد ولا يدرى أين ذهب . ثم سمى جماعة ماتوا فجأة كالشعبي ، وحميد الطويل ، والأوزاعي .

قال الحاكم : سألت محمد بن عبد الرحمن بن الدغولي عن وفاة جده ، فقال : في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة .

قرأت على شرف الدين أحمد بن أبي الحسين الدمشقي في سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، عن أبي روح الهروي : أخبرنا أبو القاسم [ ص: 561 ] الشحامي سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، أخبرنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني ، أخبرنا أبو بكر الجوزقي ، أخبرنا أبو العباس الدغولي ، وأبو حامد بن الشرقي ، ومكي بن عبدان ، قالوا : حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا بهز ، حدثنا شعبة ، حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه : أنهما سمعا موسى بن طلحة يخبر عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- : أن رجلا قال : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال القوم : ما له ، ما له؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أرب ، ماله؟ وقال : " تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤدي الزكاة ، وتصل الرحم ، ذرها " كأنه كان على راحلته . لفظ الشرقي .

أخرجه البخاري ومسلم جميعا عن عبد الرحمن ، فوقع موافقة لهما بعلو .

أخبرتنا أم الفضل زينب بنت عمر بن كندي ببعلبك ، عن أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم : أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أخبرنا محمد بن علي الخشاب ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا الحافظ ، أخبرنا أبو العباس الدغولي ، ومكي بن عبدان ، قالا : حدثنا عبد الله بن هاشم ، حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إن الله - تعالى ذكره - ليعجب من الرجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة " .

زاد الدغولي في حديثه : فقال سفيان : يكون هذا كافرا وهذا مسلما ، فيقتل الكافر المسلم ، ثم [ ص: 562 ] يرزق الله الكافر التوبة فيسلم ، فيقتل ، فيدخل الجنة . متفق عليه وما اتصل علوه لي إلا من هذا الوجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية