صفحة جزء
[ ص: 154 ] ابن عدي

هو الإمام الحافظ الناقد الجوال أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك ابن القطان الجرجاني ، صاحب كتاب " الكامل " في الجرح والتعديل ، وهو خمسة أسفار كبار .

مولده في سنة سبع وسبعين ومائتين ، وأول سماعه كان في سنة تسعين ، وارتحاله في سنة سبع وتسعين .

فسمع بهلول بن إسحاق التنوخي ، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ، ومحمد بن يحيى المروزي ، وأنس بن السلم ، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس الدمشقيين ، وأبا خليفة الجمحي ، وأبا عبد الرحمن النسائي ، وعمران بن موسى بن مجاشع ، والحسن بن محمد المديني ، والحسن بن الفرج الغزي صاحبي يحيى بن بكير ، وجعفر بن محمد الفريابي ، وأبا يعلى الموصلي ، والحسن بن سفيان النسوي ، وعبدان الأهوازي ، وأبا بكر بن خزيمة ، والبغوي ، وأبا عروبة ، وخلقا كثيرا في الحرمين ، ومصر ، والشام ، والعراق ، وخراسان ، والجبال ، وطال عمره وعلا إسناده . وجرح وعدل وصحح وعلل ، وتقدم في هذه الصناعة على لحن فيه ، يظهر في تأليفه .

حدث عنه شيخه أبو العباس بن عقدة ، وأبو سعد الماليني ، [ ص: 155 ] والحسن بن رامين ، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه ، وحمزة بن يوسف السهمي ، وأبو الحسين أحمد بن العالي ، وآخرون .

قال الحافظ ابن عساكر : كان ثقة على لحن فيه . وقال حمزة بن يوسف سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في الضعفاء ، فقال : أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ قلت : بلى . قال : فيه كفاية ، لا يزاد عليه . بلغني أن ابن عدي صنف كتابا سماه " الانتصار " على أبواب " المختصر " للمزني .

قال حمزة السهمي : كان ابن عدي حافظا متقنا ، لم يكن في زمانه أحد مثله ، تفرد برواية أحاديث وهب منها لابنيه عدي وأبي زرعة فتفردا بها عنه .

وقال أبو يعلى الخليلي : كان أبو أحمد عديم النظير حفظا وجلالة ، سألت عبد الله بن محمد الحافظ ، فقال : زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي بن قانع .

قال الخليلي : وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول : لم أر أحدا مثل أبي أحمد بن عدي فكيف فوقه في الحفظ ؟ ! وكان أحمد هذا لقي الطبراني وأبا أحمد الحاكم ، وقال لي : كان حفظ هؤلاء تكلفا ، وحفظ ابن عدي طبعا . زاد " معجمه " على ألف شيخ .

وقال أبو الوليد الباجي : ابن عدي حافظ لا بأس به .

قلت : يذكر في " الكامل " كل من تكلم فيه بأدنى شيء لو كان من رجال " الصحيحين " ، ولكنه ينتصر له إذا أمكن ، ويروي في الترجمة حديثا [ ص: 156 ] أو أحاديث مما استنكر للرجل . وهو منصف في الرجال بحسب اجتهاده .

قال حمزة السهمي : مات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة .

أخبرنا محمد بن الحسين القرشي بمصر ، ويحيى بن أحمد الجذامي بالثغر قالا : أخبرنا محمد بن عماد ، أخبرنا ابن رفاعة ، أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، حدثنا الحسن بن الفرج ، حدثني يحيى بن بكير ، حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتفى من ولدها ، ففرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما ، وألحق الولد بالمرأة .

التالي السابق


الخدمات العلمية