صفحة جزء
الداركي

الإمام الكبير شيخ الشافعية بالعراق أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الداركي الشافعي ، سبط الحسن بن محمد الداركي الأصبهاني المحدث .

ولد بعد الثلاثمائة .

وروى عن جده ، ونزل بغداد .

وتفقه بأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي . وتصدر للمذهب ، [ ص: 405 ] فتفقه به الأستاذ أبو حامد الإسفراييني وجماعة . وانتهى إليه معرفة المذهب . وله وجوه معروفة ، منها : أنه لا يجوز السلم في الدقيق .

وكان أبو حامد يقول : ما رأيت أفقه منه

قال ابن خلكان : كان يتهم بالاعتزال ، وكان ربما يختار في الفتوى فيقال له في ذلك ، فيقول : ويحكم ! حدث فلان عن فلان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا ، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة .

قلت : هذا جيد ، لكن بشرط أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الإمامين مثل مالك ، أو سفيان ، أو الأوزاعي ، وبأن يكون الحديث ثابتا سالما من علة ، وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثا صحيحا معارضا للآخر . أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد فلا ، كخبر : " فإن شرب في الرابعة فاقتلوه " وكحديث : لعن الله السارق ، يسرق البيضة ، [ ص: 406 ] فتقطع يده .

توفي الداركي ببغداد في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وهو في عشر الثمانين . وكان ثقة صدوقا .

ودارك : من أعمال أصبهان .

التالي السابق


الخدمات العلمية