صفحة جزء
ابن شاهين

الشيخ الصدوق ، الحافظ العالم ، شيخ العراق ، وصاحب التفسير الكبير أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي الواعظ .

مولده بخط أبيه في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين .

وقال هو : أول ما كتبت الحديث بيدي في سنة ثمان وثلاثمائة .

سمع أبا بكر محمد بن محمد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا خبيب العباس بن البرتي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وشعيب بن محمد الذارع ، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي ، ويحيى بن صاعد ، وأبا حامد [ ص: 432 ] الحضرمي ، وأبا بكر بن زياد ، ومحمد بن هارون بن المجدر ، والحسين بن أحمد بن بسطام ، ونصر بن القاسم الفرائضي ، ومحمد بن صالح بن زغيل ، ومحمد بن زهير الأبلي .

وارتحل بعد الثلاثين ، فسمع بدمشق من أحمد بن سليمان بن زبان ، وأبي إسحاق بن أبي ثابت ، وأبي علي بن أبي حذيفة .

وجمع وصنف الكثير ، وتفسيره في نيف وعشرين مجلدا كله بأسانيد .

حدث عنه : أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه ، وأبو سعد الماليني ، وأبو بكر البرقاني ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وابنه عبيد الله بن عمر ، وأبو محمد الجوهري ، والحسن بن محمد الخلال ، وأبو طالب العشاري ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ، وأبو القاسم التنوخي ، وخلق كثير .

قال أبو الفتح بن أبي الفوارس : ثقة مأمون ، صنف ما لم يصنفه أحد .

وقال أبو بكر الخطيب : كان ثقة أمينا ، يسكن بالجانب الشرقي .

وقال الأمير أبو نصر : هو الثقة الأمين ، سمع بالشام ، والعراق ، وفارس ، والبصرة ، وجمع الأبواب والتراجم ، وصنف كثيرا .

الخطيب : أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي ، أن ابن شاهين قال لهم : أول ما كتبت سنة ثمان وثلاثمائة ، وصنف ثلاثمائة مصنف ، أحدها " التفسير " ألف جزء ، و " المسند " ألف وثلاثمائة جزء ، و " التاريخ " مائة وخمسون جزءا ، و " الزهد " مائة جزء ، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين [ ص: 433 ] وثلاثين وثلاثمائة .

قال الخطيب : سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوودي ، سمعت أبا حفص بن شاهين ، يقول : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت ، فكان سبعمائة درهم : قال الداوودي : وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم ، قال : وكتب أبو حفص بعد ذلك زمانا .

قال حمزة السهمي : سمعت الدارقطني يقول : ابن شاهين يلح على الخطأ وهو ثقة .

وقال أبو الوليد الباجي : هو ثقة .

وقال أبو القاسم الأزهري : كان ثقة ، عنده عن البغوي سبعمائة جزء .

قال الخطيب : وسمعت محمد بن عمر الداوودي ، يقول : ابن شاهين ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا ، وكان أيضا لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا ، وإذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره ، يقول : أنا محمدي المذهب ، قال لي أبو الحسن الدارقطني يوما : ما أعمى قلب أبي حفص بن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير ، وسألني أن أصلح ما فيه من الخطأ ، فلقيته قد نقل تفسير أبي الجارود ، وفرقه في الكتاب ، وجعله عن أبي الجارود ، عن زياد بن المنذر ، وإنما هو اسم أبي الجارود ، ثم قال الداوودي : وسمعت ابن شاهين يقول : أنا أكتب ولا أعارض ، وكذا حكى عنه البرقاني ، يعني : ثقة بنفسه فيما ينقل ، قال البرقاني : فلذلك لم أستكثر منه زهدا فيه .

[ ص: 434 ] قلت : وتفسيره موجود بمدينة واسط اليوم .

وقال الداوودي : رأيت ابن شاهين ، اجتمع مع الدارقطني يوما ، فما نطق حرفا .

قلت : ما كان الرجل بالبارع في غوامض الصنعة ، ولكنه راوية الإسلام ، رحمه الله .

قال العتيقي : مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة .

قلت : عاش تسعا وثمانين سنة ، وعاش بعد الدارقطني أياما يسيرة ، ومات قبلهما في العام الزاهد القدوة المحدث ، أبو الفتح ، يوسف بن عمر القواس .

وفيها مات وزير العجم الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني ، ومحدث مصر ، أبو بكر ، أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، وشاعر وقته ، أبو الحسن ، محمد بن عبد الله بن سكرة العباسي البغدادي ، والقاضي علي بن الحسين الأذني صاحب ابن فيل .

أنبأنا المسلم بن محمد الكاتب ، أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمد بن علي العباسي لفظا ، حدثنا عمر بن أحمد الحافظ ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن عمران العابدي ، حدثنا الدراوردي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله هذا حسن غريب .

[ ص: 435 ] أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، وإسماعيل بن الفراء ، قالا : أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب ، أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري ، أخبرنا محمد بن علي العشاري ، أخبرنا عمر بن شاهين ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا عمر بن ثابت ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى هذه المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية