صفحة جزء
القابسي

الإمام الحافظ الفقيه ، العلامة عالم المغرب ، أبو الحسن علي [ ص: 159 ] بن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي ، صاحب " الملخص " .

حج ، وسمع من : حمزة بن محمد الكتاني الحافظ ، وأبي زيد المروزي ، وابن مسرور الدباغ بإفريقية ، دراس بن إسماعيل ، وطائفة .

وكان عارفا بالعلل والرجال ، والفقه والأصول والكلام ، مصنفا يقظا دينا تقيا ، وكان ضريرا ، وهو من أصح العلماء كتبا ، كتب له ثقات أصحابه ، وضبط له بمكة " صحيح " البخاري ، وحرره وأتقنه رفيقه الإمام أبو محمد الأصيلي . [ ص: 160 ]

قال حاتم الأطرابلسي : كان أبو الحسن القابسي زاهدا ورعا يقظا ، لم أر بالقيروان إلا معترفا بفضله . تفقه عليه أبو عمران القابسي ، وأبو القاسم اللبيدي وعتيق السوسي ، وغيرهم .

ألف تواليف بديعة ككتاب " الممهد " في الفقه ، وكتاب " أحكام الديانات " ، و " المنقذ من شبه التأويل " ، وكتاب " المنبه للفطن " وكتاب " ملخص الموطأ " ، وكتاب " المناسك " ، وكتاب " الاعتقادات " ، وغير ذلك .

وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة

وتوفي في 11 ربيع الآخر بمدينة القيروان ، وبات عند قبره خلق من الناس ، وضربت الأخبية ، ورثته الشعراء سنة ثلاث وأربعمائة

وقد أخذ القراءة عرضا بمصر عن أبي الفتح بن بدهن ، وأقرأ الناس بالقيروان دهرا ، ثم قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه أقرأ الوالي ، ثم أعمل نفسه في درس الفقه والحديث حتى برع فيهما ، وصار إمام العصر ، أثنى عليه بأكثر من هذا أبو عمرو الداني ، وقال : كتبنا عنه شيئا كثيرا ، وبقي في الرحلة خمس سنين ، ورد سنة سبع [ ص: 161 ] وخمسين وثلاثمائة .

قلت : وممن روى عنه : أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري الفقيه شيخ أبي عبد الله محمد بن الحطاب الرازي الإسكندراني .

وقيل له : القابسي ؛ لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية ، فاشتهر لذلك بالقابسي .

أخبرنا قاضي دمشق علم الدين محمد بن أبي بكر المصري ، أخبرنا أحمد بن عمر الباهي ، أخبرنا عثمان بن حسن اللغوي ، أخبرنا خلف بن عبد الملك الحافظ ، أخبرنا أبو محمد بن عتاب ، حدثنا حاتم بن محمد ، أخبرنا أبو الحسن القابسي ، أخبرنا علي بن محمد بن مسرور ، أخبرنا أحمد بن أبي سليمان ، حدثنا سحنون بن سعيد ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم ، حدثنا مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن أمه ، عن عائشة : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أن نستمتع بجلود الميتة إذا دبغت .

ومات مع القابسي ابن الباقلاني الأصولي ، وأحمد بن فراس [ ص: 162 ] المكي باختلاف فيه ، وأبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري صاحب المحاملي ، وشيخ الحنابلة أبو عبد الله بن حامد الوراق واسمه حسن وشيخ الشافعية أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن البخاري ، وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري راوي " سنن " أبي داود ، والحافظ أبو الوليد بن الفرضي القرطبي ، وشيخ الحنفية أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي مفتي العراق ، وشاعر الأندلس يوسف بن هارون الرمادي وملك الترك أيلك خان ، وكان خيرا عادلا دينا ، فتملك بعده أخوه طغان خان .

التالي السابق


الخدمات العلمية