صفحة جزء
السمان

الإمام الحافظ ، العلامة البارع ، المتقن أبو [ ص: 56 ] سعد إسماعيل بن علي بن الحسين . وقيل في جده : الحسين بن محمد بن زنجويه الرازي السمان .

ولد سنة نيف وسبعين وثلاثمائة .

ولحق السماع من : أبي طاهر المخلص ببغداد ، وسمع بالري عبد الرحمن بن محمد بن فضالة ، وبمكة أحمد بن إبراهيم بن فراس ، وبدمشق عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي ، وسمع من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس بمكة . وما أظنه دخل مصر .

قال ابن عساكر قدم دمشق طالب علم ، وكان من المكثرين الجوالين ، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ .

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وعبد العزيز الكتاني ، وجماعة من أهل الري منهم : ابن أخيه طاهر بن الحسين .

قلت : وروى عنه أبو علي الحداد . [ ص: 57 ] أنبئت عن القاسم بن علي : أخبرنا أبي سمعت معمر بن الفاخر ، سمعت أحمد بن محمد بن الفضل ، وعبد الرحيم بن علي الحاجي يقولان : سمعنا محمد بن طاهر الحافظ ، سمعت المرتضى أبا الحسن المطهر بن علي العلوي بالري يقول : سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة ، يقول : من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام .

وبه : قال علي : سألت أبا منصور عبد الرحيم بن مظفر بالري عن وفاة أبي سعد السمان الرازي ، فقال ، في سنة ثلاث وأربعين . قال : وكان عدلي المذهب -يعني معتزليا - وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ وصنف كتبا كثيرة ، ولم يتأهل قط .

وقال الحافظ عبد العزيز الكتاني : كان أبو سعد من الحفاظ الكبار ، زاهدا ورعا ، وكان يذهب إلى الاعتزال .

أنبئونا عن القاسم بن علي : حدثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبي قال : وجدت على ظهر جزء : مات الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي السمان في شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، شيخ العدلية [ ص: 58 ] وعالمهم ، وفقيههم ومحدثهم ، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات ، والحديث والرجال ، والفرائض والشروط ، عالما بفقه أبي حنيفة ، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشافعي وفقه الزيدية .

قال : وكان يذهب مذهب الحسن البصري ومذهب الشيخ أبي هاشم ودخل الشام والحجاز والمغرب ، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث .

قال : وكان يقال في مدحه : إنه ما شاهد مثل نفسه ، كان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام .

قلت : وذكر أشياء في وصفه ، وأنى يوصف من قد اعتزل وابتدع ، وبالكتاب والسنة فقل ما انتفع ؟ فهذا عبرة ، والتوفيق فمن الله وحده .

هتف الذكاء وقال لست بنافع إلا بتوفيق من الوهاب

وأما قول القائل : كان يذهب مذهب الحسن ، فمردود ، قد كانت هفوة في ذلك من الحسن ، وثبت أنه رجع عنها ولله الحمد . [ ص: 59 ] وأما أبو هاشم الجبائي ، وأبوه أبو علي فمن رءوس المعتزلة ، ومن الجهلة بآثار النبوة ، برعوا في الفلسفة والكلام ، وما شموا رائحة الإسلام ، ولو تغرغر أبو سعد بحلاوة الإسلام لانتفع بالحديث . فنسأل الله -تعالى- أن يحفظ علينا إيماننا وتوحيدنا .

أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر بن منير ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا علي بن الحسين بن مردك بالري ، أخبرنا إسماعيل بن علي الحافظ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بمكة ، أخبرنا إسماعيل بن العباس الوراق ، حدثنا علي بن حرب ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن علي -رضي الله عنه- قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وعمر -رضي الله عنهما .

قرأت على عيسى بن عبد الرزاق ، وسليمان بن قدامة ، وأبي علي بن الخلال : أخبركم جعفر بن علي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ،

أخبرنا أبو علي المقرئ ، أخبرنا أبو سعد الحافظ ، أخبرنا كوهي بن الحسن ، حدثنا محمد بن هارون الحضرمي ، حدثنا محمد بن سهل بن عسكر ، حدثنا عبد الرزاق قال : ما رأيت أحسن صلاة من ابن جريج ، أخذ عن عطاء ، وأخذ عطاء عن ابن الزبير ، وأخذ ابن الزبير عن أبي بكر [ ص: 60 ] الصديق ، وأخذها أبو بكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخذها عن جبريل ، عن الله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية