صفحة جزء
أخوه

الشيخ الإمام العلامة ، مقرئ العراق ، شيخ النحاة أبو محمد [ ص: 131 ] عبد الله بن علي بن أحمد ، سبط الإمام الزاهد العابد أبي منصور الخياط ، وإمام مسجد ابن جردة .

ولد سنة أربع وستين في شعبان .

وتلقن القرآن من أبي الحسن بن الفاعوس .

وسمع من أبي الحسين بن النقور ، وأبي منصور محمد بن محمد العكبري ، ورزق الله التميمي ، وطراد الزينبي ، ونصر بن البطر ، وعدة .

وتلا بالروايات على جده أبي منصور الخياط ، وأبي الخطاب بن الجراح ، وثابت بن بندار ، والشريف عبد القاهر بن عبد السلام ، وأبي طاهر بن سوار ، ومحمد بن عبد الله الوكيل ، والمعمر يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمامي ، وأبي النرسي ، وأبي العز القلانسي .

وتصدر للإقراء ، وصنف الكتب الشهيرة " كالمبهج " و " الإيجاز " و " الكفاية " وأم بمسجد ابن جردة بضعا وخمسين [ ص: 132 ] سنة ، وكان من أطيب الناس صوتا بالقرآن ، وختم عليه خلق كثير .

حدث عنه : ابن عساكر ، والسمعاني ، وابن الجوزي ، ويحيى بن طاهر ، ومحمود بن الداريج وإسماعيل بن إبراهيم السيبي ، وعبد الله بن المبارك بن سكينة ، وعبد العزيز بن منينا ، وأبو اليمن الكندي ، وخلق .

وتلا عليه الشهاب محمد بن يوسف الغزنوي ، وأبو الفتح نصر الله بن الكيال وصالح بن علي الصرصري ، والتاج الكندي ، وعبد الواحد بن سلطان ، والمبارك بن المبارك بن زريق الحداد ، ومحمد بن محمد بن هارون الحلي ابن الكال ، وحمزه بن القبيطي ، وابن سكينة ، وزاهر بن رستم .

وقرأ عليه النحو جماعة .

قال ابن الجوزي لم أسمع قارئا قط أطيب صوتا منه ، ولا أحسن أداء على كبر سنه ، وكان لطيف الأخلاق ، ظاهر الكياسة والظرافة ، حسن المعاشرة للعوام والخواص .

وقال السمعاني : كان متواضعا متوددا ، حسن القراءة في المحراب ، خصوصا ليالي رمضان ، وقد تخرج عليه خلق ، وختموا عليه ، وله تصانيف [ ص: 133 ] القراءات ، وخولف في بعضها ، وشنعوا عليه ، ثم سمعت أنه رجع عن ذلك ، كتبت عنه ، وعلقت عنه من شعره .

وقد ذكره أحمد بن صالح ، وبالغ في تعظيمه ، وقال : لم يخلف في فنونه مثله .

وقال أبو الفرج بن الجوزي ما رأيت أكثر جمعا من جمع جنازته .

وقال عبد الله بن جرير القرشي : دفن بباب حرب عند جده أبي منصور على دكة الإمام أحمد ، وكان الجمع يفوت الإحصاء ، غلق أكثر البلد .

توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمس مائة .

قلت : ومات في العام معه العلامة الكبير ، البحر الأوحد ، المفسر ، أبو محمد ، عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الأندلسي الغرناطي ، صاحب التفسير ، عن إحدى وستين سنة .

قال ابن النجار : قرأ الأدب على أبي الكرم بن فاخر ، ولازمه نحوا من عشرين سنة ، قرأ عليه فيها " كتاب " سيبويه و " شرحه " للسيرافي ، و " المحتسب " لابن جني ، و " المقتضب " للمبرد ، و " الأصول " لابن [ ص: 134 ] السراج وأشياء . قرأت " بالمبهج " له على أبي أحمد بن سكينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية