صفحة جزء
[ ص: 485 ] ابن الفاخر

الشيخ الإمام الواعظ العالم المحدث المفيد الرحال الثقة أبو أحمد ، معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر بن أحمد القريشي العبشمي السمري الأصبهاني المعدل .

مولده سنة أربع وتسعين وأربعمائة .

سمع أبا الفتح أحمد بن محمد الحداد ، وأبا المحاسن الروياني شيخ الشافعية ، وأبا علي أحمد بن محمد بن الفضل بن شهريار ، وأبا طاهر المحسد بن أبي الحسين ، وغانم بن محمد البرجي ، وأبا علي الحداد ، والحافظ أبا زكريا بن منده ، وعبد الصمد بن أحمد العنبري ، وعبد الواحد بن محمد الدشتج ، ومحمد بن أبي عدنان ، وعدة بأصبهان ، وهبة الله بن [ ص: 486 ] الحصين ، وأبا غالب بن البناء ، وأحمد بن رضوان ، وأبا العز بن كادش ، وقاضي المارستان ، وعدة ببغداد ، وارتحل إليها غير مرة ، وأجاز له أبو الحسين بن العلاف ، وإسماعيل بن الحسن السنجبستي صاحب أبي بكر الحيري ، ولم يزل يكتب حتى أخذ عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر ، وسمع أولاده ، وأفاد الغرباء .

له سبع رحلات إلى بغداد ، وسمع بالحرمين .

حدث عنه : أبو سعد السمعاني ، وابن عساكر ، وابن الجوزي ، وعبد الغني ، وابن قدامة ، وابن الأخضر ، وعمر بن جابر ، وأبو حفص السهروردي ، وأبو الحسن بن المقير ، وآخرون .

ذكره السمعاني ، فقال : شاب كيس ، حسن العشرة والصحبة ، سخي متودد ، يراعي حقوق الأصدقاء ، ويقضي حوائجهم ، أكثر ما سمعت بأصبهان كان بإفادته ، كان يدور معي من الصباح إلى الليل على الشيوخ شكر الله سعيه ، ثم كان ينفذ إلي الأجزاء لأنسخها ، ويكتب إلي بوفاة الشيوخ ، كتب لي جزءا عن شيوخه ، وحدثني به .

وقال ابن الجوزي كان من الحفاظ الوعاظ ، وله معرفة حسنة بالحديث ، كان يخرج ويملي ، سمعت منه بالمدينة ، مات بالبادية ذاهبا إلى الحج في ذي القعدة في سنة أربع وستين وخمسمائة .

وقال ابن النجار : كان سريع الكتابة ، موصوفا بالحفظ والمعرفة والثقة والصلاح والمروءة والورع ، صنف كثيرا في الحديث والتواريخ والمعاجم ، [ ص: 487 ] وكان معظما ببلده ، ذا قبول ووجاهة .

قلت : آخر من روى عنه بالإجازة عيسى بن سلامة الخياط ، فسمع منه عفيف الدين الآمدي تسعة مجالس لمعمر .

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا معمر بن الفاخر ، أخبرنا أبو الفتح الحداد ، أخبرنا ابن عبدكويه ، أخبرنا الطبراني ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا القعنبي ، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها .

قال ابن مشق : مات معمر في ثالث عشر ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة عاش سبعين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية