صفحة جزء
الكمال الأنباري

الإمام القدوة ، شيخ النحو كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنباري ، نزيل بغداد .

تفقه بالنظامية على أبي منصور الرزاز وغيره ، وبرع في مذهب الشافعي ، وقرأ الخلاف ، وأعاد بالنظامية ، ووعظ ، ثم إنه تأدب بابن الجواليقي ، وأبي السعادات ابن الشجري ، وشرح عدة دواوين ، وتصدر ، [ ص: 114 ] وأخذ عنه أئمة ، وسمع بالأنبار من أبيه ، وخليفة بن محفوظ ، وببغداد أبي منصور بن خيرون ، وعبد الوهاب الأنماطي ، والقاضي أبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري ، وعدة ، روى كتبا من الأدبيات .

قال ابن النجار : روى لنا عنه أبو بكر المبارك بن المبارك النحوي ، وابن الدبيثي ، وعبد الله بن أحمد الخباز . قال : وكان إماما كبيرا في النحو ، ثقة ، عفيفا ، مناظرا ، غزير العلم ، ورعا ، زاهدا ، عابدا ، تقيا ، لا يقبل من أحد شيئا وكان خشن العيش جشب المأكل والملبس ، لم يتلبس من الدنيا بشيء ، مضى على أسد طريقة .

وله كتاب " هداية الذاهب في معرفة المذاهب " ، كتاب " بداية الهداية " ، كتاب " في أصول الدين " ، كتاب " النور اللامح في اعتقاد السلف الصالح " ، كتاب " منثور العقود في تجريد الحدود " ، كتاب " التنقيح في الخلاف " ، كتاب " الجمل في علم الجدل " ، كتاب " ألفاظ تدور بين النظار " ، كتاب " الإنصاف في الخلاف بين البصريين والكوفيين " ، كتاب " أسرار العربية " ، كتاب " عقود الإعراب " ، كتاب " مفتاح المذاكرة " ، كتاب " كلا وكلتا " ، كتاب " لو وما " ، كتاب " كيف " ، كتاب " الألف واللام " ، كتاب " في يعفون " ، كتاب " حلية العربية " ، كتاب " لمع الأدلة " ، كتاب " الوجيز في التصريف " ، كتاب " إعراب القرآن " ، كتاب " ديوان اللغة " ، " شرح المقامات " ، " شرح ديوان المتنبي " ، " شرح الحماسة " ، " شرح السبع " ، كتاب " نزهة الألباء في طبقات الأدباء " ، كتاب " تاريخ الأنبار " ، كتاب في " التصوف " ، كتاب في " التعبير " . سرد له ابن النجار أسماء [ ص: 115 ] تصانيف جمة .

وقال : أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا الكمال ، أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، أخبرنا علي ابن البسري ، فذكر حديثا ، وعلاه . وله شعر حسن .

مولده في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة .

ومات في تاسع شعبان سنة سبع وسبعين عن بضع وستين سنة .

وفيها توفي الصالح إسماعيل بن نور الدين صاحب حلب ، وأبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني بدمشق ، وأبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد ، خطيب حلب ، وهبة الله بن أبي الكرم بن الجلخت الواسطي عن نيف وتسعين سنة .

قال الموفق عبد اللطيف : الكمال شيخنا ; لم أر في العباد المنقطعين أقوى منه في طريقه ، ولا أصدق منه في أسلوبه ، جد محض ، لا يعتريه تصنع ، ولا يعرف الشرور ، ولا أحوال العالم ، كان له دار يسكنها ، وحانوت ودار يتقوت بأجرتهما ، سير له المستضيء خمسمائة دينار فردها ، وكان لا يوقد عليه ضوءا ، وتحته حصير قصب ، وثوبا قطن ، وله مائة وثلاثون مصنفا -رحمه الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية