صفحة جزء
ابن حبيش

القاضي الإمام ، العالم الحافظ ، الثبت أبو القاسم عبد الرحمن [ ص: 119 ] بن محمد بن عبيد الله بن يوسف الأنصاري الأندلسي المريي ، نزيل مرسية ، ابن حبيش ، وحبيش هو خاله ، فينسب إليه . ولد بالمرية سنة أربع وخمسمائة .

تلا بالروايات على أحمد بن عبد الرحمن القصبي ، وابن أبي رجاء البلوي ، وطائفة .

وتفقه بأبي القاسم بن ورد ، وأبي الحسن بن نافع .

وسمع من خلق ، منهم : أبو عبد الله بن وضاح ، وعبد الحق بن غالب ، وعلي بن إبراهيم الأنصاري ، وأبو الحسن بن موهب .

ولقي بقرطبة يونس بن مغيث ، وجعفر بن محمد بن مكي ، وقاضي الجماعة محمد بن أصبغ ، والقاضي أبا بكر بن العربي ، وعدة .

روى عنه : أحمد بن محمد الطرسوسي ، وأبو سليمان بن حوط الله ، ومحمد بن وهب ، ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ، وعلي بن أبي العافية ، ونذير بن وهب ، والحافظ عبد الله بن الحسن ابن القرطبي ، وأبو الخطاب بن دحية ، وعلي بن الشريك ، ومحمد بن محمد بن أبي السداد ، وخلق كثير ، وقصد من البلاد .

وأخذ الأدب عن محمد بن أبي زيد النحوي ، وبرع في العربية .

[ ص: 120 ] ولما تغلبت الروم على المرية سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، خرج إلى مرسية ، ثم سكن جزيرة شقر فولي القضاء والخطابة بها . وكان في خلقه ضيق ، وكان من فرسان الحديث بالأندلس ، بارعا في لغته ، لم يكن أحد يجاريه في معرفة الرجال ، وله خطب حسان ، وتصانيف وسعة علم كثير جدا .

توفي في صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة .

قال أبو جعفر بن الزبير : هو أعلم أهل طبقته بصناعة الحديث ، وأبرعهم في ذلك ، مع مشاركته في علوم ، وكان من العلماء العاملين ، أمعن الناس في الأخذ عنه .

وقال أبو عبد الله بن عياد كان عالما بالقرآن ، إماما في علم الحديث ، واقفا على رجاله ، لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه ، أقر له بذلك أهل عصره ، مع تقدمه في اللغة والأدب ، واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون .

قال : وكان له حظ من البلاغة والبيان ، صارما في أحكامه ، جزلا في أموره ، تصدر للإقراء والتسميع والعربية ، وكانت الرحلة إليه في زمانه ، وطال عمره ، وله كتاب " المغازي " في خمس مجلدات ، حمله عنه الناس .

[ ص: 121 ] قال أبو عبد الله الأبار مات بمرسية في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة وله ثمانون سنة ، وكاد الناس أن يهلكوا من الزحمة على نعشه .

قلت : حمل عنه : محمد بن الحسن اللخمي الداني أيضا ، ومحمد بن أحمد بن حبون المصري ، وعبد الله بن الحسن المالقي ، وأبو الخطاب بن دحية وأخوه ، والعلامة أبو علي الشلوبين ، وخلق .

فقال أبو الربيع الكلاعي في " شيوخه " : القاضي العلامة ابن حبيش آخر أئمة المحدثين بالمغرب ، والمسلم له في حفظ أغربة الحديث ولسان العرب مع متانة الدين ، لقيته بمرسية ، وأخذت عنه معظم ما عنده ، وقرأت عليه " صحيح البخاري " ، وسمعه من ابن مغيث سنة 530 قال سمعته على أبي عمر بن الحذاء ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد سنة 395 ، حدثنا ابن السكن سنة 343 ، حدثنا الفربري ، عن البخاري ، وقرأت عليه مصنف النسائي بسماعه من ابن مغيث ، قال : قرأته على مولى ابن الطلاع ، وأخبرنا به ابن الحذاء ، حدثنا أبو محمد بن أسد ، أخبرنا حمزة الكناني ، حدثنا النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية