صفحة جزء
السمعاني

الشيخ الإمام العلامة المفتي المحدث فخر الدين أبو المظفر عبد الرحيم ابن الحافظ الكبير أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن السمعاني المروزي الشافعي .

ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة في ذي القعدة واعتنى به أبوه اعتناء كليا ، ورحل به ، وأسمعه ما لا يوصف كثرة .

وسمع بعلو " صحيح البخاري " و " سنن أبي داود " و " جامع أبي عيسى " و " سنن النسائي " و " مسند أبي عوانة " و " تاريخ الفسوي " وسمع " الحلية " و " مسند الهيثم " و " صحيح مسلم " وكثيرا من " مسند السراج " .

وخرج أبوه له عوالي في سفرين ، وأشغله بالفقه والحديث والأدب ، وحصل من كل فن ، وانتهت إليه رياسة الشافعية ببلده . وكان معظما محترما ، قاله ابن النجار .

قال : وعمل له أبوه " معجما " في ثمانية عشر جزءا . قلت : أعلى شيخ له أبو تمام أحمد بن محمد بن المختار العباسي التاجر حدثه " بصفة المنافق " بنيسابور عن أبي جعفر بن المسلمة .

[ ص: 108 ] وسمع من الرئيس أسعد بن علي المهروي ، ووجيه الشحامي ، والحسين بن علي الشحامي ، وأبي الفتوح عبد الله بن علي الخركوشي ، والجنيد القايني ، وأبي الوقت السجزي ، وأبي الأسعد بن القشيري ، وجامع السقاء ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي صالح المؤذن ، ومحمد بن منصور الحرضي ، وأبي طاهر محمد بن أبي بكر السنجي وأبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني ، ومحمد بن الحسن بن تميم الطائي ، ومحمد بن عبد الله بن أبي سعد الشيرازي ، ومحمد بن إسماعيل الشاماتي ، ومحمد بن عبد الواحد المغازلي ، ومحمد بن جامع خياط الصوف ، والحسن بن محمد السنجبستي وسعيد بن علي الشجاعي ، وأبي البركات عبد الله بن الفراوي ، وعبد السلام الهروي بكبرة ، وأبي منصور عبد الخالق بن الشحامي ، وعمر بن أحمد الصفار ، وعثمان بن علي البيكندي ، وخلق ببخارى ، وسمرقند ، وهراة ، ونيسابور ، ومرو ، وأماكن عدة .

وحج في سنة ست وسبعين ، فحدث ببغداد ورجع .

روى الكثير ، ورحل الطلبة إليه .

سمع منه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، ومات قبله بدهر ، والبرزالي ، وابن الصلاح ، والضياء ، وابن النجار ، وابن هلالة ، والشرف المرسي ، وأحمد بن عبد المحسن الغرافي ، وجماعة .

[ ص: 109 ] وبالإجازة تاج الدين ابن عصرون ، والشرف ابن عساكر ، وزينب الكندية .

وكان صدرا معظما مكملا ، بصيرا بالمذهب ، له أنسة بالحديث . قال ابن الصلاح : قرأت عليه في " أربعين " ابن الفراوي في حديث كأنه سمعه من البخاري ، فقال : ليس لك بعال ولكنه للبخاري نازل .

وقال ابن النجار : سماعاته بخطوط المعروفين صحيحة ، فأما ما كان بخطه ، فلا يعتمد عليه ، كان يلحق اسمه في الطباق .

قلت : عدم في دخول التتار في آخر سنة سبع عشرة أو في أول سنة ثماني عشرة وكان أخوه الصدر أبو زيد محمد رسولا من جهة خوارزم شاه إلى الخليفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية