صفحة جزء
ابن الزبيدي

الشيخ الإمام الفقيه الكبير مسند الشام سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الربعي [ ص: 358 ] الزبيدي الأصل البغدادي البابصري الحنبلي مدرس مدرسة الوزير عون الدين ابن هبيرة . ولد سنة خمس أو سنة ست وأربعين وخمسمائة .

وسمع من جده ، وأبي الوقت السجزي ، وأبي الفتوح الطائي ، وأبي زرعة المقدسي ، وجعفر بن زيد الحموي ، وأبي حامد الغرناطي . وأجاز له أبو علي أحمد بن أحمد الخراز .

وروى ببغداد ، ودمشق ، وحلب . وكان إماما ، دينا ، خيرا ، متواضعا ، صادقا .

حدث عنه ابن الدبيثي ، والضياء ، والبرزالي ، وسالم بن ركاب ، ونصر بن عبيد ، وابن أبي عمر ، والشهاب ابن الخرزي ، والشيخ إبراهيم الأرموي ، والملك الحافظ محمد الأيوبي ، والشيخ تاج الدين عبد الرحمان ، والخطيبان : محيي الدين ابن الحرستاني وابن عبد الكافي ، والمجد بن المهتار ، والفخر الكرجي ، وبدر الأتابكي ، وأبو الحسين اليونيني ، والكمال بن قوام ، والعز ابن الفراء ، والعماد ابن السقاري ، والشرف ابن عساكر ، والعماد بن سعد ، وعلي وعمر وأبو بكر بنو ابن عبد الدائم .

والشمس بن حازم ، ومحمد بن أبي الذكر ، ومحمد بن قايماز ، ومحمد بن الطبيل ، وعيسى بن أبي محمد ، وعلي بن محمد الثعلبي ، والشهاب بن مشرف ، ورشيد الدين إسماعيل بن المعلم ، والشهاب أحمد ابن الشحنة ، وزينب بنت الإسعردي ، وفاطمة بنت جوهر ، وهدية بنت [ ص: 359 ] عسكر ، وست الوزراء بنت المنجى ، وخلق كثير .

قرأت بخط ابن المجد ، قال : بقي في نفسي عند سفري من بغداد سنة ثلاثين أنني أقدم بلا شيخ يروي " صحيح البخاري " ، ثم أنه ذكر قصة ابن روزبة ، وأنه سفره سنة 626 وأعطوه خمسين دينارا من عند الملك الصالح ، فلما وصل إلى رأس عين أرغبوه فقعد وحدثهم بالصحيح ، ثم أرغبوه في حران فرواه لهم ، ثم بحلب كذلك ، وخوفوه من حصار دمشق ، فرجع إلى بغداد ، قال : فأتيته وقد ذاق الكسب فاشتط واشترط أمورا ، فكلمنا ابن القطيعي فاشترط مثل ذلك ، فمضيت إلى أبي عبد الله ابن الزبيدي ، وأنا لا أطمع به ، فقال : نستخير الله ، ثم قال : لا تعلم أحدا ، وحرضه على التوجه ابنه عمر ، وكان على الشيخ دين نحو سبعين دينارا ، فرافقناه فكان خفيف المئونة كثير الاحتمال ، حسن الصحبة ، كثير الذكر ، فنعم الصاحب كان .

قلت : فرح الأشرف صاحب دمشق بقدومه ، وأخذه إلى عنده في أثناء رمضان من العام ، وسمع منه " الصحيح " في أيام معدودة ، وأنزله إلى دار الحديث وقد فتحت من نحو شهر ، فحشد الناس وازدحموا ، وسمعوا الكتاب ، ثم أخذه أهل الجبل ، وسمعوا منه الكتاب و " مسند الشافعي " واشتهر اسمه ، ورد إلى بلده ، فقدم متعللا ، وتوفي إلى رحمة الله في الثالث والعشرين من صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة

التالي السابق


الخدمات العلمية