صفحة جزء
[ ص: 475 ] باب عمر النبي صلى الله عليه وسلم والخلف فيه

قال ربيعة ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا ، وتوفي على رأس ستين سنة . البخاري ، ومسلم .

وقال عثمان بن زائدة ، عن الزبير بن عدي ، عن أنس قال : قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقبض أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين . رواه مسلم .

قوله في الأول على رأس ستين سنة ، على سبيل حذف الكسور القليلة ، لا على سبيل التحرير ، ومثل ذلك موجود في كثير من كلام العرب .

وقال عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة . قال ابن شهاب : وأخبرني ابن المسيب بذلك . متفق عليه .

وقال زكريا بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال : توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة . متفق عليه . ولمسلم مثله من حديث أبي حمزة عن ابن عباس .

[ ص: 476 ] وللبخاري مثله من حديث عكرمة ، عن ابن عباس .

وأما ما رواه هشيم قال : حدثنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة . فعلي ضعيف الحديث ولا سيما وقد خالفه غيره .

وقال : قال شبابة : حدثنا شعبة ، عن يونس بن عبيد ، عن عمار مولى بني هاشم ، سمع ابن عباس يقول : توفي وهو ابن خمس وستين .

وهذا حديث غريب ولكن تقويه رواية هشام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن دغفل بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين .

وهو إسناد صحيح مع أن الحسن لم يعتمد على ما روي عن دغفل بل قال : توفي وهو ابن ثلاث وستين . قاله أشعث عنه .

وقال هشام بن حسان عنه : توفي وهو ابن ستين سنة .

وقال شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن جرير بن عبد الله ، عن معاوية قال : قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين ، وكذلك أبو بكر ، وعمر . أخرجه مسلم .

وكذلك قال سعيد بن المسيب ، والشعبي ، وأبو جعفر الباقر ، وغيرهم . وهو الصحيح الذي قطع به المحققون . وقال قتادة : توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية