صفحة جزء
الضحاك بن مزاحم ( 4 )

الهلالي ، أبو محمد ، وقيل أبو القاسم ، صاحب التفسير كان من أوعية العلم ، وليس بالمجود لحديثه ، وهو صدوق في نفسه ، وكان له أخوان : محمد ومسلم ، وكان يكون ببلخ وبسمرقند .

[ ص: 599 ] حدث عن ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وعن الأسود ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، وطاوس ، وطائفة .

وبعضهم يقول : لم يلق ابن عباس . فالله أعلم .

حدث عنه : عمارة بن أبي حفصة ، وأبو سعد البقال وجويبر بن سعيد ، ومقاتل ، وعلي بن الحكم ، وأبو روق عطية ، وأبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية ، ونهشل بن سعيد ، وعمر بن الرماح ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وقرة بن خالد ، وآخرون .

وثقه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهما . وحديثه في السنن ، لا في الصحيحين .

وقد ضعفه يحيى بن سعيد . وقيل : كان يدلس . وقيل : كان فقيه مكتب كبير إلى الغاية ، فيه ثلاثة آلاف صبي ، فكان يركب حمارا ويدور على الصبيان . وله باع كبير في التفسير والقصص .

قال سفيان الثوري : كان الضحاك يعلم ولا يأخذ أجرا .

وروى شعبة عن مشاش ، قال : سألت الضحاك : هل لقيت ابن عباس ؟ فقال : لا .

وروى شعبة عن عبد الملك بن ميسرة ، قال : لم يلق الضحاك ابن عباس ; إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير .

قال يحيى القطان : كان شعبة ينكر أن يكون الضحاك لقي ابن عباس قط . ثم قال القطان : والضحاك عندنا ضعيف . [ ص: 600 ] وأما أبو جناب الكلبي فروى عن الضحاك ، قال : جاورت ابن عباس سبع سنين .

قلت : أبو جناب ليس بقوي ، والأول أصح .

وروى قبيصة ، عن قيس بن مسلم ، قال : كان الضحاك إذا أمسى بكى فيقال [ له ، فيقول ] : لا أدري ما صعد اليوم من عملي .

سفيان الثوري ، عن أبي السوداء ، عن الضحاك قال : أدركتهم وما يتعلمون إلا الورع .

قال قرة : كان هجيرى الضحاك إذا سكت : لا حول ولا قوة إلا بالله .

وروى ميمون أبو عبد الله عن الضحاك ، قال : حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها . وتلا قول الله : كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب .

زهير بن معاوية ، عن بشير أبي إسماعيل ، عن الضحاك ، قال : كنت ابن ثمانين سنة جلدا غزاء .

نقل غير واحد وفاة الضحاك في سنة اثنتين ومائة .

وقال أبو نعيم الملائي : توفي سنة خمس ومائة .

وقال الحسين بن الوليد ، والنيسابوري : توفي سنة ست ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية