صفحة جزء
بلال بن سعد ( ت )

ابن تميم السكوني الإمام الرباني الواعظ أبو عمرو الدمشقي شيخ أهل دمشق ، كان لأبيه سعد صحبة . [ ص: 91 ]

حدث عن أبيه ، وعن معاوية ، وجابر بن عبد الله . وهو قليل الحديث .

روى عنه الأوزاعي ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وسعيد بن عبد العزيز .

وكان بليغ الموعظة ، حسن القصص ، نفاعا للعامة .

قال الأوزاعي : كان من العبادة على شيء لم نسمع أحدا قوي عليه ، كان له كل يوم وليلة ألف ركعة . وثقه أحمد العجلي ، وبعضهم يشبهه بالحسن البصري .

قال أبو زرعة النصري : كان لأهل الشام كالحسن البصري بالعراق . وكان قارئ أهل الشام جهير الصوت .

قال عبد الملك بن محمد : حدثنا الأوزاعي ، قال : لم أسمع واعظا قط أبلغ من بلال بن سعد .

وقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم : سمعته يقول : يا أهل التقى ! إنكم لم تخلقوا للفناء ، وإنما تنقلون من دار إلى دار ، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام ، ومن الأرحام إلى الدنيا ، ومن الدنيا إلى القبور ، ومن القبور إلى الموقف ، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار .

أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا هبة الله بن الحسين ، أخبرنا ابن النقور ، حدثنا عيسى بن الجراح ، أخبرنا أبو بكر بن نيروز ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا الوليد بن مسلم : سمعت الأوزاعي يقول : سمعت بلال بن سعد يقول : لا تنظر إلى صغر الخطيئة ، ولكن انظر من عصيت .

قال أبو القاسم ابن عساكر : كان بلال بن سعد إمام جامع دمشق ، فقال [ ص: 92 ] الوليد بن مسلم : كان إمام الجامع ، وإذا كبر ، سمع صوته من الأوزاع وتبين قراءته من العقبة التي فيها دار الصيارفة ، لم يكن هذا العمران .

قال الضحاك بن عثمان : رأيته يعظ في المصلى إلى جانب المنبر حتى يخرج الخليفة .

وقال الأوزاعي : سمعته يقول : والله لكفى به ذنبا أن الله يزهدنا في الدنيا ، ونحن نرغب فيها .

وقال الأوزاعي : خرجوا يستسقون بدمشق ، وفيهم بلال بن سعد ، فقام فقال : يا معشر من حضر ! ألستم مقرين بالإساءة ؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت : ما على المحسنين من سبيل وقد أقررنا بالإساءة ، فاعف عنا واسقنا ، قال : فسقينا يومئذ .

توفي بلال سنة نيف وعشرة ومائة .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغرافي بالثغر ، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن الزاغوني ، أخبرنا أبو نصر الزينبي ، أخبرنا أبو طاهر الذهبي ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن أبي سمينة ، حدثنا صالح بن بيان ، حدثنا فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس : خذوا زينتكم عند كل مسجد قال : الصلاة في النعلين . وقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نعليه ، قال : فخلعهما ، فخلع الناس ، فلما قضى الصلاة قال : لم خلعتم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك خلعت فخلعنا ، [ ص: 93 ] قال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : إن فيهما دم حيضة إسناده واه; لضعف صالح وشيخه .

التالي السابق


الخدمات العلمية