صفحة جزء
قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

إذن من الله لرسوله بأن يتحداهم بأنهم إن استطاعوا استصرخوا أصنامهم لتتألب على الكيد للرسول - عليه السلام - والمعنى ادعوا شركاءكم لينصروكم علي فتستريحوا مني .

والكيد الإضرار الواقع في صورة عدم الإضرار كما تقدم عند قوله - تعالى - آنفا وأملي لهم إن كيدي متين .

والأمر والنهي في قوله كيدون فلا تنظرون للتعجيز .

وقوله فلا تنظرون تفريع على الأمر بالكيد ، أي فإذا تمكنتم من إضراري فأعجلوا ولا تؤجلوني .

وفي هذا التحدي تعريض بأنه سيغلبهم وينتصر عليهم ويستأصل آلهتهم وقد تحداهم بأتم أحوال النصر وهي الاستنصار بأقدر الموجودات في اعتقادهم ، وأن يكون الإضرار به خفيا ، وأن لا يتلوم له ولا ينتظر ، فإذا لم يتمكنوا من ذلك كان انتفاؤه أدل على عجزهم وعجز آلهتهم .

وحذفت ياء المتكلم من " كيدون " في حالتي الوقف والوصل ، في قراءة الجمهور غير أبي عمرو ، وأما " تنظرون " فقرأه الجميع : بحذف الياء إلا يعقوب أثبتها وصلا ووقفا ، وحذف ياء المتكلم بعد نون الوقاية جد فصيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية