ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم 
ثم للتراخي الرتبي ، عطف على جملة 
ثم أنزل الله سكينته على رسوله إلى قوله : 
وذلك جزاء الكافرين   . وهذا إشارة إلى إسلام 
هوازن  بعد تلك الهزيمة فإنهم   
[ ص: 159 ] جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمين تائبين ، وسألوه أن يرد إليهم سبيهم وغنائمهم ، فذلك أكبر منة في نصر المسلمين إذ أصبح الجند العدو لهم مسلمين معهم ، لا يخافونهم بعد ذلك اليوم . 
والمعنى : ثم تاب الله عليهم ، أي على الذين أسلموا منهم فقوله : 
يتوب الله من بعد ذلك دليل المعطوف بـ ( ثم ) ولذلك أتي بالمضارع في قوله : " يتوب الله دون الفعل الماضي : لأن المقصود ما يشمل توبة 
هوازن  وتوبة غيرهم ، للإشارة إلى إفادة تجدد التوبة على كل من تاب إلى الله لا يختص بها 
هوازن  فتوبته على 
هوازن  قد عرفها المسلمون ، فأعلموا بأن الله يعامل بمثل ذلك كل من ندم وتاب ، فالمعنى : ثم تاب الله عليهم ويتوب الله على من يشاء . 
وجملة 
والله غفور رحيم تذييل للكلام لإفادة أن المغفرة من شأنه تعالى ، وأنه رحيم بعباده إن أنابوا إليه وتركوا الإشراك به .