صفحة جزء
ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

هذا إخبار عن اصطفاء يوسف - عليه السلام - للنبوءة . ذكر هنا في ذكر مبدأ حلوله بمصر لمناسبة ذكر منة الله عليه بتمكينه في الأرض وتعليمه تأويل الأحاديث .

والأشد : القوة . وفسر ببلوغه ما بين خمس وثلاثين سنة إلى أربعين .

والحكم والحكمة مترادفان ، وهو : علم حقائق الأشياء والعمل بالصالح واجتناب ضده . وأريد به هنا النبوءة كما في قوله - تعالى - في ذكر داود وسليمان عليهما السلام وكلا آتينا حكما وعلما . والمراد بالعلم علم زائد على النبوءة .

وتنكير علما للنوعية ، أو للتعظيم . والمراد : علم تعبير الرؤيا ، كما سيأتي في قوله - تعالى - عنه ذلكما مما علمني ربي .

وقال فخر الدين : الحكم : الحكمة العملية لأنها حكم على هدى النفس . والعلم : الحكمة النظرية .

والقول في وكذلك نجزي المحسنين كالقول في نظيره ، وتقدم عند قوله - تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا في سورة البقرة .

وفي ذكر المحسنين إيماء إلى أن إحسانه هو سبب جزائه بتلك النعمة .

[ ص: 249 ] وفي هذا الذي دبره الله - تعالى - تصريح بآية من الآيات التي كانت في يوسف - عليه السلام - وإخوته .

التالي السابق


الخدمات العلمية