صفحة جزء
وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون لما جرى ذكر إنزال المطر ، وكان مما يسبق إلى الأذهان عند ذكر المطر إحياء الأرض به ناسب أن يذكر بعده جنس الإحياء كله لما فيه من غرض الاستدلال على الغافلين عن الوحدانية ; ولأن فيه دليلا على إمكان البعث ، والمقصود ذكر الإحياء ولذلك قدم الإماتة للتكميل .

والجملة عطف على جملة ولقد جعلنا في السماء بروجا للدلالة على القدرة وعموم التصرف .

وضمير نحن ضمير فصل دخلت عليه لام الابتداء ، وأكد الخبر بـ ( إن ) واللام وضمير الفصل لتحقيقه ، وتنزيلا للمخاطبين في إشراكهم منزلة المنكرين للإحياء والإماتة .

والمراد بالإحياء تكوين الموجودات التي فيها الحياة وإحياؤها أيضا بعد فناء الأجسام ، وقد أدمج في الاستدلال على تفرد الله تعالى بالتصرف إثبات البعث ودفع استبعاد وقوعه واستحالته .

ولما كان المشركون منكرين من الإحياء كان توكيد الخبر مستعملا في معنييه الحقيقي والتنزيلي .

وجملة ونحن الوارثون عطف على جملة وإنا نحيي ونميت .

ومعنى الإرث هنا البقاء بعد الموجودات تشبيها بالإرث وهو أخذ ما يتركه الميت من أرض وغيرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية