واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيئا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا   . 
خص 
إسماعيل  بالذكر هنا تنبيها على جدارته بالاستقلال بالذكر عقب ذكر 
إبراهيم  وابنه 
إسحاق ،  لأن 
إسماعيل  هو الابن البكر 
لإبراهيم  وشريكه في بناء 
الكعبة    . وتقدم ذكر 
إسماعيل  عند قوله تعالى ( 
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل   ) في سورة البقرة . 
وخصه بوصف صدق الوعد لأنه اشتهر به وتركه خلقا في ذريته . 
وأعظم وعد صدقه وعده إياه 
إبراهيم  بأن يجده صابرا على الذبح فقال ( 
ستجدني إن شاء الله من الصابرين   ) . 
وجعله الله نبيئا ورسولا إلى قومه . وهم يومئذ لا يعدون أهله أمه وبنيه وأصهاره من 
جرهم    . فلذلك قال الله تعالى   
[ ص: 130 ]   ( 
وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة   ) ثم إن أمة العرب نشأت من ذريته فهم أهله أيضا ، وقد كان من شريعته الصلاة والزكاة وشئون الحنيفية ملة أبيه 
إبراهيم    . 
ورضى الله عنه : إنعامه عليه نعما كثيرة ، إذ باركه وأنمى نسله وجعل أشرف الأنبياء من ذريته ، وجعل الشريعة العظمى على لسان رسول من ذريته . 
وتقدم اختلاف القراء في قراءة ( نبيئا ) بالهمز أو بالياء المشددة . 
وتقدم توجيه الجمع بين وصف رسول ونبيء عند ذكر 
موسى    [ آنفا .