صفحة جزء
ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين .

عطف على جملة ولقد آتينا إبراهيم رشده . وقدم مفعول ( آتيناه ) اهتماما به لينبه على أنه محل العناية إذ كان قد تأخر ذكر قصته بعد أن جرى ذكره تبعا لذكر إبراهيم تنبيها على أنه بعث بشريعة خاصة ، وإلى قوم غير القوم الذين بعث إليهم إبراهيم ، وإلى أنه كان في مواطن غير المواطن التي حل فيها إبراهيم ، بخلاف إسحاق ويعقوب في ذلك كله .

‌‌‌‌‌‌‌‌ [ ص: 112 ] ولأجل البعد أعيد فعل الإيتاء ليظهر عطفه على آتينا إبراهيم رشده . ولم يعد في قصة نوح عقب هذه .

وأعقبت قصة إبراهيم بقصة لوط للمناسبة . وخص لوط بالذكر من بين الرسل لأن أحواله تابعة لأحوال إبراهيم في مقاومة أهل الشرك والفساد ، وإنما لم يذكر ما هم عليه قوم لوط من الشرك استغناء بذكر الفواحش الفظيعة التي كانت لهم سنة فإنها أثر من الشرك .

والحكم : الحكمة ، وهو النبوءة ، قال تعالى وآتيناه الحكم صبيا .

والعلم : علم الشريعة ، والتنوين فيهما للتعظيم .

والقرية سدوم . وقد تقدم ذكر ذلك في سورة هود . والمراد من القرية أهلها كما مر في قوله تعالى واسأل القرية في سورة يوسف .

والخبائث : جمع خبيثة بتأويل الفعلة ، أي الشنيعة . والسوء بفتح السين وسكون الواو مصدر ، أي القبيح المكروه ، وأما بضم السين فهو اسم مصدر لما ذكر وهو أغم من المفتوح لأن الوصف بالاسم أضعف من الوصف بالمصدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية