فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين قال رب انصرني على القوم المفسدين 
الكلام فيه كالقول في نظيره المتقدم آنفا في قوله : 
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه الآية ، والأمر في 
ائتنا بعذاب الله للتعجيز ، وهو يقتضي أنه أنذرهم العذاب في أثناء دعوته . ولم يتقدم ذكر ذلك في قصة 
لوط  فيما مضى ، لكن الإنذار من شئون دعوة الرسل . 
وأراد بالنصر عقاب المكذبين ليريهم صدق ما أبلغهم من رسالة الله . 
ووصفهم بـ المفسدين لأنهم يفسدون أنفسهم بشناعات أعمالهم ، ويفسدون الناس بحملهم على الفواحش وتدريبهم بها ، وفي هذا الوصف تمهيد للإجابة بالنصر ؛ لأن الله لا يحب المفسدين .