1. الرئيسية
  2. التحرير والتنوير
  3. سورة فاطر
  4. قوله تعالى فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا
صفحة جزء
[ ص: 337 ] فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا

تفريع على جملة فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا الآية .

ويجوز أن يكون تفريعا على جملة ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله على الوجه الثاني في تعريف المكر وفي المراد بـ " أهله " ، أي كما مكر الذين من قبلهم فحاق بهم مكرهم كذلك هؤلاء .

وينظرون هنا من النظر بمعنى الانتظار . كقول ذي الرمة .


وشعث ينظرون إلى بـلال كما نظر العطاش حيا الغمام

فقوله إلى مفرد مضاف ، وهو النعمة وجمه آلاء .

ومعنى الانتظار هنا : أنهم يستقبلون ما حل بالمكذبين قبلهم فشبه لزوم حلول العذاب بهم بالشيء المعلوم لهم المنتظر منهم على وجه الاستعارة .

والسنة : العادة : والأولون : هم السابقون من الأمم الذين كذبوا رسلهم ، بقرينة سياق الكلام . " وسنة " مفعول ينظرون وهو على حذف مضاف . تقديره : مثل أو قياس ، وهذا كقوله تعالى فهل ينظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم .

والفاء في قوله فلن تجد لسنة الله تبديلا فاء فصيحة لأن ما قبلها لما ذكر الناس بسنة الله في المكذبين أفصح عن اطراد سنن الله تعالى في خلقه .

والتقدير : إذا علموا ذلك فلن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن لتأكيد النفي .

والخطاب في تجد لغير معين فيعم كل مخاطب ، وبذلك يتسنى أن يسير هذا الخبر مسير الأمثال . وفي هذا تسلية للنبيء - صلى الله عليه وسلم - وتهديد للمشركين .

والتبديل : تغيير شيء وتقدم عند قوله تعالى ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب في سورة النساء .

[ ص: 338 ] والتحويل : نقل الشيء من مكان إلى غيره ، وكأنه مشتق من الحول وهو الجانب .

والمعنى : أنه لا تقع الكرامة في موقع العقاب ، ولا يترك عقاب الجاني . وفي هذا المعنى قول الحكماء : ما بالطبع لا يتخلف ولا يختلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية