[ ص: 201 ] بسم الله الرحمن الرحيم سورة ص سميت في المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة والآثار عن السلف " 
سورة صاد   " كما ينطق باسم حرف الصاد تسمية لها بأول كلمة منها هي صاد ( بصاد فألف فدال ساكنة سكون وقف ) شأن حروف التهجي عند التهجي بها أن تكون موقوفة ، أي ساكنة الأعجاز . وأما قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=11880المعري  يذكر 
سليمان    - عليه السلام - : 
وهو من سخرت له الإنس والج ن بما صح من شهادة صاد 
فإنما هي كسرة القافية الساكنة تغير إلى الكسرة ( لأن الكسر أصل في التخلص من السكون كقول 
امرئ القيس    : 
عقرت بعيري يا امرأ القيس  فانزل 
وفي الإتقان عن كتاب جمال القراء 
للسخاوي    : أن سورة ص تسمى أيضا سورة داود ، ولم يذكر سنده في ذلك . 
وكتب اسمها في المصاحف بصورة حرف الصاد مثل سائر الحروف المقطعة في أوائل السور اتباعا لما كتب في المصحف . 
وهي مكية في قول الجميع ، وذكر في الإتقان أن 
الجعبري  حكى قولا بأنها مدنية ، قال 
السيوطي    : وهو خلاف حكاية جماعة الإجماع على أنها مكية . وعن الداني في كتاب العدد قول بأنها مدنية وقال : إنه ليس بصحيح . 
وهي السورة الثامنة والثلاثون في عداد نزول السورة ، نزلت بعد سورة 
اقتربت الساعة وقبل سورة الأعراف .  
[ ص: 202 ] وعدت آيها ستا وثمانين عند 
أهل الحجاز   والشام  والبصرة  ، وعدها 
أيوب بن المتوكل البصري  خمسا وثمانين . وعدت عند 
أهل الكوفة   ثمانا وثمانين . روى 
الترمذي  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002223مرض أبو طالب  فجاءته قريش  وجاءه النبيء صلى الله عليه وسلم وعند أبي طالب  مجلس رجل ، فقام أبو جهل  يمنع النبيء صلى الله عليه وسلم من أن يجلس ، وشكوه إلى أبي طالب ،  فقال : يا بن أخي ما تريد من قومك ؟ قال : إني أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية . قال : كلمة واحدة ! . قال : يا عم يقولوا لا إله إلا الله ، فقالوا : أإلها واحدا ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ، قال : فنزل فيهم القرآن ص والقرآن ذي الذكر إلى قوله ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق قال : حديث حسن . فهذا نص في أن نزولها في آخر حياة 
أبي طالب  ، وهذا المرض مرض موته كما في 
ابن عطية  فتكون هذه السورة قد نزلت في سنة ثلاث قبل الهجرة .