صفحة جزء
ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون .

الأظهر أنه عطف على التفصيل في قوله فأما عاد فاستكبروا وما عطف عليه من قوله وأما ثمود فهديناهم لأن موقع هاته الجملة المتضمنة إنجاء المؤمنين من العذاب بعد أن ذكر عذاب عاد وعذاب ثمود يشير إلى أن المعنى إنجاء الذين آمنوا من قوم عاد وقوم ثمود ، فمضمون هذه الجملة فيه معنى استثناء من عموم أمتي عاد وثمود فيكون لها حكم الاستثناء الوارد بعد جمل متعاقبة أنه يعود إلى جميعها [ ص: 264 ] فإن جملتي التفصيل هما المقصود ، قال تعالى فلما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ، وقال فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ، وقد بينا في سورة هود كيف أنجى الله هودا والذين آمنوا معه ، وصالحا والذين آمنوا معه .

وقوله ( وكانوا يتقون ) ، أي كان سنتهم اتقاء الله والنظر فيما ينجي من غضبه وعقابه ، وهو أبلغ في الوصف من أن يقال : والمتقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية