ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم 
الإشارة بذلك إلى الموت الفظيع الذي دل عليه قوله 
فكيف إذا توفتهم الملائكة كما تقدم آنفا . 
واتباعهم ما أسخط الله : هو اتباعهم الشرك . 
والسخط مستعار لعدم الرضا بالفعل . 
وكراهتهم رضوان الله : كراهتهم أسباب رضوانه وهو الإسلام . 
وفي ذكر اتباع ما أسخط الله وكراهة رضوانه محسن الطباق مرتين للمضادة بين السخط والرضوان ، والاتباع والكراهية . 
والجمع بين الإخبار عنهم باتباعهم ما أسخط الله وكراهتهم رضوانه مع إمكان الاجتزاء بأحدهما عن الآخر للإيماء إلى أن ضرب الملائكة وجوه هؤلاء مناسب لإقبالهم على ما أسخط الله ، وأن ضربهم أدبارهم مناسب لكراهتهم رضوانه لأن الكراهة تستلزم الإعراض والإدبار ، ففي الكلام أيضا محسن اللف والنشر المرتب . 
فكان ذلك التعذيب مناسبا لحالي توقيهم في الفرار من القتال وللسببين الباعثين على ذلك التوقي . 
وفرع على اتباعهم ما أسخط الله وكراهتهم رضوانه قال 
فأحبط أعمالهم فكان اتباعهم ما أسخط الله وكراهتهم رضوانه سببا في الأمرين : ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند الوفاة ، وإحباط أعمالهم .  
[ ص: 120 ] والإحباط : إبطال العمل ، أي أبطل انتفاعهم بأعمالهم التي عملوها مع المؤمنين من قول كلمة التوحيد ومن الصلاة والزكاة وغير ذلك . وتقدم ما هو بمعناه في أول السورة .