صفحة جزء
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم

انتقال من التهديد والوعيد إلى الإنذار بأن الله مطلع رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما يضمره المنافقون من الكفر والمكر والكيد ليعلموا أن أسرارهم غير خافية فيوقنوا أنهم يكدون عقولهم في ترتيب المكائد بلا طائل وذلك خيبة لآمالهم .

و ( أم ) منقطعة في معنى ( بل ) للإضراب الانتقالي ، والاستفهام المقدر بعد ( أم ) للإنكار .

وحرف ( لن ) لتأبيد النفي ، أي لا يحسبون انتفاء إظهار أضغانهم في المستقبل ، كما انتفى ذلك فيما مضى ، فلعل الله أن يفضح نفاقهم .

واستعير المرض إلى الكفر بجامع الإضرار بصاحبه ، ولكون الكفر مقره العقل المعبر عنه بالقلب كان ذكر القلوب مع المرض ترشيحا للاستعارة لأن القلب مما يناسب المرض الخفي إذ هو عضو باطن فناسب المرض الخفي .

والإخراج أطلق على الإظهار والإبراز على وجه الاستعارة لأن الإخراج استلال شيء من مكمنه ، فاستعير بخبر خفي .

والأضغان : جمع ضغن بكسر الضاد المعجمة وسكون الغين المعجمة وهو الحقد والعداوة .

والمعنى أنه يخرجها من قلوبهم وكان العرب يجعلون القلوب مقر الأضغان قال الشاعر ، وهو من شواهد المفتاح للسكاكي ولا يعرف قائله :


الضاربين بكل أبيض مخذم والطاعنين مجامع الأضغان



التالي السابق


الخدمات العلمية