صفحة جزء
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين عود إلى الموعظة بطريق الإجمال البحت فذلكة للكلام ، وحرصا على الإجابة ، فابتدأ الموعظة أولا بمقدمة وهي قوله : إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ثم شرع في الموعظة بقوله : قل للذين كفروا ستغلبون الآية [ ص: 229 ] وهو ترهيب ، ثم بذكر مقابله في الترغيب بقوله : قل أؤنبئكم بخير من ذلكم الآية ، ثم بتأييد ما عليه المسلمون بقوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية ، وفي ذلك تفصيل كثير . ثم جاء بطريق المجادلة بقوله : فإن حاجوك الآية ، ثم بترهيب بغير استدلال صريح ولكن بالإيماء إلى الدليل وذلك قوله : إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير حق ثم بطريق التهديد والإنذار التعريضي بقوله : قل اللهم مالك الملك الآيات . ثم أمر بالقطيعة في قوله : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء . ثم انتقل إلى طريقة الترغيب في قوله : قل إن كنتم تحبون الله إلى قوله : الكافرين وختم بذكر عدم محبة الكافرين ردا للعجز على الصدر المتقدم في قوله : إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم الآية ، ليكون نفي المحبة عن جميع الكافرين ، نفيا عن هؤلاء الكافرين المعينين .

التالي السابق


الخدمات العلمية