صفحة جزء
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل .

مناسبة ذكره هذه الجملة أن تقدير الليل والنهار وتعاقبهما من التصرفات الإلهية المشاهدة في أحوال السماوات والأرض وملابسات أحوال الإنسان ، فهذه الجملة بدل اشتمال من جملة له ملك السماوات والأرض .

وهو أيضا مناسب لمضمون جملة وإلى الله ترجع الأمور تذكير للمشركين بأن المتصرف في سبب الفناء هو الله تعالى فإنهم يعتقدون أن الليل والنهار هما اللذان يفنيان الناس ، قال الأعشى :

ألم تروا إرما وعادا أفناهما الليل والنهار

[ ص: 367 ] وحكى الله عنهم قولهم وما يهلكنا إلا الدهر فلما قال له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور ، أبطل بعده اعتقاد أهل الشرك أن للزمان الذي هو تعاقب الليل والنهار والمعبر عنه بالدهر تصرفا فيهم ، وهذا معنى اسمه تعالى ( المدبر ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية