صفحة جزء
[ ص: 138 ] تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم .

يجوز أن تكون الجملة بيانا لجملة تلقون إليهم بالمودة ، أو بدل اشتمال منها فإن الإسرار إليهم بالمودة مما اشتمل عليه الإلقاء إليهم بالمودة . والخبر مستعمل في التوبيخ والتعجيب ، فالتوبيخ مستفاد من إيقاع الخبر عقب النهي المتقدم ، والتعجيب مستفاد من تعقيبه بجملة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ، أي كيف تظنون أن إسراركم إليهم يخفى علينا ولا نطلع عليه رسولنا .

والإسرار : التحدث والإخبار سرا .

ومفعول ( تسرون ) يجوز أن يكون محذوفا يدل عليه السياق ، أي تخبرونهم أحوال المسلمين سرا .

وجيء بصيغة المضارع لتصوير حالة الإسرار إليه تفظيعا لها .

والباء في ( بالمودة ) للسببية ، أي تخبرونهم سرا بسبب المودة أي بسبب طلب المودة لهم كما هو في قضية كتاب حاطب .

ويجوز أن يكون ( بالمودة ) في محل المفعول لفعل تسرون والباء زائدة لتأكيد المفعولية كالباء في قوله تعالى وامسحوا برؤوسكم .

وجملة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم في موضع الحال من ضمير ( تسرون ) أو معترضة ، والواو اعتراضية .

وهذا مناط التعجيب من فعل المعرض به وهو حاطب بن أبي بلتعة . وتقديم الإخفاء لأنه المناسب لقوله وأنا أعلم . ولموافقته للقصة .

و ( أعلم ) اسم تفضيل والمفضل عليه معلوم من قوله تسرون إليهم فالتقدير : أعلم منهم ومنكم بما أخفيتم وما أعلنتم .

والباء متعلقة باسم التفضيل وهي بمعنى المصاحبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية