صفحة جزء
يحسبون كل صيحة عليهم .

هذه الجملة بمنزلة بدل البعض من مضمون جملة كأنهم خشب مسندة ، أي من مخالفة باطنهم المشوه للظاهر المموه ، أي هم أهل جبن في صورة شجعان .

وهذا من جملة ما فضحته هذه السورة من دخائلهم ومطاوي نفوسهم كما تقدم في الآيات السابقة وإن اختلفت مواقعها من تفنن أساليب النظم ، فهي مشتركة في التنبيه على أسرارهم .

والصيحة : المرة من الصياح ، أي هم لسوء ما يضمرونه للمسلمين من العداوة [ ص: 241 ] لا يزالون يتوجسون خيفة من أن ينكشف أمرهم عند المسلمين فهم في خوف وهلع إذا سمعوا صيحة في خصومة أو أنشدت ضالة خشوا أن يكون ذلك غارة من المسلمين عليهم للإيقاع بهم .

و ( كل ) هنا مستعمل في معنى الأكثر لأنهم إنما يتوجسون خوفا من صيحات لا يعلمون أسبابها كما استعمله النابغة في قوله :

بها كل ذيال وخنساء ترعوي إلى كل رجاف من الرمل فارد

وقوله عليهم ظرف مستقر هو المفعول الثاني لفعل يحسبون وليس متعلقا ب ( صيحة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية