صفحة جزء
والله خبير بما تعملون .

عطف على جملة ( لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم ) . أو تذييل والواو اعتراضية .

ويفيد بناء الخبر على الجملة الاسمية تحقيق علم الله بما يعمله المؤمنون . ولما كان المؤمنون لا يخامرهم شك في ذلك كان التحقيق والتقوي راجعا إلى لازم الخبر وهو الوعد والوعيد والمقام هنا مقامهما لأن الإنفاق المأمور به منه الواجب المندوب . وفعلهما يستحق الوعد . وترك أولهما يستحق الوعيد .

وإيثار وصف ( خبير ) دون : عليم ، لما تؤذن به مادة خبير من العلم بالأمور الخفية ليفيد أنه تعالى عليم بما ظهر من الأعمال وما بطن مثل أعمال القلب التي هي العزائم والنيات ، وإيقاع هذه الجملة بعد ذكر ما يقطعه الموت من ازدياد الأعمال الصالحة إيماء إلى أن ما عسى أن يقطعه الموت من العزم على العمل إذا كان وقته المعين له شرعا ممتدا كالعمر للحج على المستطيع لمن لم يتوقع طرو مانع . وكالوقت المختار للصلوات ، أن حيلولة الموت دون إتمامه لا يرزئ المؤمن ثوابه لأن المؤمن إذا اعتاد حزبا أو عزم على عمل صالح ثم عرض له ما منعه منه أن الله يعطيه أجره .

ومن هذا القبيل : أن من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة كما في الحديث الصحيح .

[ ص: 257 ] وقرأ الجمهور ( بما تعملون ) بالمثناة الفوقية . وقرأه أبو بكر عن عاصم بالمثناة التحتية فيكون ضمير الغيبة عائدا إلى ( نفسا ) الواقع في سياق النفي لأنه عام فله حكم الجمع في المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية