صفحة جزء
وإنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر همزة ( وإنهم ) . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة على اعتبار ما تقدم في قوله تعالى ( وإنه تعالى جد ربنا ) .

[ ص: 226 ] والمعنى : أن رجالا من الإنس ظنوا أن الله لا يبعث أحدا ، أو وأنا آمنا بأنهم ظنوا كما ظننتم إلخ ، أي : آمنا بأنهم أخطأوا في ظنهم .

والتأكيد بـ ( إن ) المكسورة أو المفتوحة للاهتمام بالخبر لغايته . والبعث يحتمل بعث الرسل ويحتمل بعث الأموات للحشر ، أي : حصل لهم مثلما حصل لكم من إنكار إرسال الرسل .

والإخبار عن هذا فيه تعريض بالمشركين بأن فساد اعتقادهم تجاوز عالم الإنس إلى عالم الجن .

وجملة كما ظننتم معترضة بين ظنوا ومعموله ، فيجوز أن تكون من القول المحكي يقول الجن بعضهم لبعض يشبهون كفارهم بكفار الإنس .

ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى المخاطب به المشركون الذي أمر رسوله بأن يقوله لهم ، وهذا الوجه يتعين إذا جعلنا القول في قوله تعالى فقالوا إنا سمعنا عبارة عما جال في نفوسهم على أحد الوجهين السابقين هنالك .

و ( أن ) من قوله أن لن يبعث مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف .

وجملة لن يبعث الله أحدا خبره . والتعبير بحرف تأبيد النفي للدلالة على أنهم كانوا غير مترددين في إحالة وقوع البعث .

التالي السابق


الخدمات العلمية