وسيرت الجبال فكانت سرابا   . 
التسيير : جعل الشيء سائرا ، أي : ماشيا . وأطلق هنا على النقل من المكان ، أي : نقلت الجبال وقلعت من مقارها بسرعة ، بزلازل أو نحوها كما دل عليه قوله تعالى : 
يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا حتى كأنها تسير من مكان إلى آخر ، وهو نقل يصحبه تفتيت كما دل عليه تعقيبه بقوله : 
فكانت سرابا لأن ظاهر التعقيب أن لا تكون معه مهلة ، أي : فكانت كالسراب في أنها لا شيء . 
والقول في بناء ( سيرت ) للمجهول كالقول في 
وفتحت السماء   . 
وكذلك قوله : 
فكانت سرابا وهو كقوله : 
فكانت أبوابا   . 
والسراب : ما يلوح في الصحاري مما يشبه الماء وليس بماء ، ولكنه حالة في الجو القريب تنشأ من تراكم أبخرة على سطح الأرض . وقد تقدم عند قوله تعالى :   
[ ص: 34 ] والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا في سورة النور .