صفحة جزء
اشتملت على إثبات البعث والجزاء ، وإبطال إحالة المشركين وقوعه .

وتهويل يومه وما يعتري الناس حينئذ من الوهل .

[ ص: 60 ] وإبطال قول المشركين بتعذر الإحياء بعد انعدام الأجساد .

وعرض بأن نكرانهم إياه منبعث عن طغيانهم ، فكان الطغيان صادا لهم عن الإصغاء إلى الإنذار بالجزاء ، فأصبحوا آمنين في أنفسهم غير مترقبين حياة بعد هذه الحياة الدنيا بأن جعل مثل طغيانهم كطغيان فرعون وإعراضه عن دعوة موسى - عليه السلام - ، وإن لهم في ذلك عبرة ، وتسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم .

وانعطف الكلام إلى الاستدلال على إمكان البعث بأن خلق العوالم وتدبير نظامه أعظم من إعادة الخلق .

وأدمج في ذلك إلفات إلى ما في خلق السماوات والأرض من دلائل على عظيم قدرة الله تعالى .

وأدمج فيه امتنان في خلق هذا العالم من فوائد يجتنونها وأنه إذا حل عالم الآخرة وانقرض عالم الدنيا جاء الجزاء على الأعمال بالعقاب والثواب .

وكشف عن شبهتهم في إحالة البعث باستبطائهم إياه وجعلهم ذلك أمارة على انتفائه ، فلذلك يسألون الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تعيين وقت الساعة سؤال تعنت ، وأن شأن الرسول أن يذكرهم بها وليس شأنه تعيين إبانها ، وأنها يوشك أن تحل فيعلمونها عيانا وكأنهم مع طول الزمن لم يلبثوا إلا جزءا من النهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية