صفحة جزء
( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) قال رافع بن سلام بن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن [ ص: 531 ] حريملة : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ، وأنك تؤمن بالتوراة ونبوة موسى ، وأن ذلك حق ؟ قال : " بلى ولكنكم أحدثتم وغيرتم وكتمتم " فقالوا : إنا نأخذ بما في أيدينا فإنه الحق ، ولا نصدقك ، ولا نتبعك فنزلت . وتقدم الكلام على إقامة التوراة والإنجيل وما أنزل ، فأغنى عن إعادته . ونفي أن يكونوا على شيء جعل ما هم عليه عدما صرفا لفساده وبطلانه فنفاه من أصله ، أو لا حظ فيه ، صفة محذوفة ; أي : على شيء يعتد به ، فيتوجه النفي إلى الصفة دون الموصوف .

( وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ) تقدم تفسير هذه الجملة . ( فلا تأس على القوم الكافرين ) أي : لا تحزن عليهم . فأقام الظاهر مقام المضمر تنبيها على العلة الموجبة لعدم التأسف ، أو هو عام فيندرجون فيه . وقيل : في قوله : ( حتى تقيموا التوراة ) جمع في الضمير ، والمقصود التفصيل ; أي : حتى يقيم أهل التوراة التوراة ، ويقيم أهل الإنجيل الإنجيل ، ولا يحتاج إلى ذلك إن أريد ما في الكتابين من التوحيد ، فإن الشرائع فيه متساوية .

التالي السابق


الخدمات العلمية