صفحة جزء
قوله تعالى : ( فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) . الآية [ 43 ] .

317 - أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق قال : حدثنا أبو عمرو بن مطر قال : حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش ، انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه ، وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء وليس معهم ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر ، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس معه [ وليسوا على ماء ] وليس معهم ماء . فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام ، فقال : أحبست رسول الله والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟ قالت : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول ، وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي ، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء ، فأنزل الله تعالى آية التيمم فتيمموا ، فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت عائشة : فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته . رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى : كلاهما عن مالك .

318 - أخبرنا أبو محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي ، عن أبي صالح ، عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن عمار بن ياسر قال : عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذات الجيش ، ومعه عائشة زوجته ، فانقطع عقد لها من جذع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر ، وليس مع الناس ماء [ فتغيظ عليها أبو بكر وقال : حبست الناس ] . فأنزل الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - قصة التطهر بالصعيد الطيب ، [ ص: 81 ] فقام المسلمون فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ، فلم يقبضوا من التراب شيئا ، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ، وبطون أيديهم إلى الآباط . قال الزهري : وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة : والله إنك ما علمت لمباركة .

التالي السابق


الخدمات العلمية