1. الرئيسية
  2. أسباب النزول
  3. سورة النساء
  4. قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "
صفحة جزء
قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) الآية [ 59 ] .

326 - أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي زكريا الحافظ قال : أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا الحجاج بن محمد ، عن ابن جريج قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ، بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية . رواه البخاري عن صدقة بن الفضل ، ورواه مسلم عن زهير بن حرب ، كلاهما عن حجاج .

327 - وقال ابن عباس في رواية باذان : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد في سرية إلى حي من أحياء العرب ، وكان معه عمار بن ياسر ، فسار خالد حتى إذا دنا من القوم عرس لكي يصبحهم ، فأتاهم النذير فهربوا غير رجل قد كان أسلم ، فأمر أهله أن يتأهبوا للمسير ، ثم انطلق حتى أتى عسكر خالد ، ودخل على عمار فقال : يا أبا اليقظان ! إني منكم ، وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا ، وأقمت لإسلامي ، أفنافعي ذلك ، أو أهرب كما هرب قومي ؟ فقال : أقم فإن ذلك نافعك . وانصرف الرجل إلى أهله وأمرهم بالمقام ، وأصبح خالد فأغار على القوم ، فلم يجد غير ذلك الرجل ، فأخذه وأخذ ماله ، فأتاه عمار فقال : خل سبيل الرجل فإنه مسلم ، وقد كنت أمنته وأمرته بالمقام . فقال خالد : أنت تجير علي وأنا الأمير ؟ فقال : نعم أنا أجير عليك وأنت الأمير . فكان في ذلك بينهما كلام ، فانصرفوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه خبر الرجل ، فأمنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجاز أمان عمار ونهاه أن يجيز بعد ذلك على أمير بغير إذنه . قال : واستب عمار وخالد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأغلظ عمار لخالد ، فغضب خالد وقال : يا رسول الله أتدع هذا العبد يشتمني ؟ فوالله لولا أنت ما شتمني - وكان عمار مولى لهاشم بن المغيرة - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا خالد ، كف عن عمار فإنه من يسب عمارا يسبه الله ، ومن يبغض عمارا يبغضه الله " . فقام عمار ، فتبعه خالد فأخذ بثوبه وسأله أن يرضى عنه ، فرضي عنه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأمر بطاعة أولي الأمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية